زخارف العمارة الإسلامية عبر العصور

اقرأ في هذا المقال


الزخارف الإسلامية في العهد الأيوبي:

يتصف العهد الأيوبي بنهضة عمرانية واسعة على الرغم من أنه عهد كفاح وتحرير، كما أن الدولة كانت منشغلة بالحروب الصليبية المتواصلة، الأمر الذي جعلها لا تملك الإنفاق على المظاهر الزخرفية بقدر ما تنفق على المعارك، فلم تحظى المشيدات العمرانية إلا بقليل من الترف الزخرفي، الذي ينحصر في مقرنصات وحجارة البوابات الملونة؛ كبوابة المدرسة العادلية الكبرى في حي الكلاسة والبيمارستان القيمري في جادة المدراس من حي الصالحية، كذلك سواكف الأبواب المنقوشة بالكتابات المؤرخة كدار الحديث الأشرفية.
كما نشهد الزخارف الجصية في جدران المشيدات من الداخل كالتربة الخاتونية بمحلة العفيف والمدرسة الشامية البرانية والبيمارستان القيميري، كذلك كان هناك عناية بالزخارف الخشبية لتوابيت العظماء أمثال صلاح الدين الأيوبي في المدرسة العزيزية بحي الكلاسة جوار الباب الشمالي للجامع الأموي، إلى جانب ذلك الحشوات الحجرية المنقوشة بالكتابات المؤرخة ذات الأطر المزخرفة في الجدار الشرقي لقلعة دمشق.

الزخارف الإسلامية في العهد المملوكي:

تميز العهد المملوكي بالغنى الزخرفي وتنوع أشكاله وتكويناته، فظهرت المداميك الحجرية ذات الألوان المتناوبة المعروفة بالأبلق كما في دار الصابونية بسوق الغنم على أول طريق الميدان التحتاني، وفي هذا العهد الغني ظهر الفسيفساء الرخامي الملون المشقف، والذي تكون منه زخارف نباتية أو هندسية كما في محراب المدرسة الجقمقية بحي الكلاسة، إلى جانب الفسيفساء الزجاجية التي نشهدها في تربة الملك الظاهر بيبرس البندقداري داخل المدرسة الظاهرية.
وظهرت أيضاً المقرنصات الحجرية وتوزعت في أعلى بوابات الجوامع والمدارس وفي زوايا القباب من الداخل وفي تيجان الأعمدة وأسفل شرفات المآذن كمئذنة القلعة في سوق القطن ومئذنة هشام في سوق الصوف، كما تطورت العقود وشاع استخدام العقد ثلاثي الفصوص كما في المدرسة الشاذبكية بحي القنوات، وابتكر عقد جديد لم تألفه العمارة الإسلامية من قبل وهو العقد الوسائدي، ويعتقد أنه نموذج مصغر عن العقد المفصص، وقد استعمل في عدد محدود من عمائر تلك الفترة كسبيل الخزنة في سوق القطن وبوابة المدرسة الإخنائية في حي الكلاسة.
كما بدأ استعمال الرنوك في المشيدات المملوكية بدمشق، وهي شعارات أو رموز للسلطان أو نائبه أو لصاحب منصب مسؤول، وبدأ استعمال الخزف ويعرف أيضاً بإسم القاشاني، حيث نشهده في كسورة الجدران الداخلية لجامع التوريزي.


شارك المقالة: