يتكون هذه الطراز في جوهره من مساحة مستطيلة أو مربعة، تقسم إلى أروقة بواسطة عدد من البائكات تختلف من مسجد إلى آخر، وتتكون هذه البائكات من صفوف من الأعمدة أو الدعامات تعلوها عقود تتجه موازية لجدارالقبلة أو عمدوية على ذلك الجدار أو متقاطعة أي تتجه موازية وعمودية على جدار القبلة في ذات الوقت، ولا سيما إذا كان سقف المسجد على هيئة قباب أو أقبية أو الأثنين معاً.
وتحمل هذه العقود السقف سواء كان من الخشب أو من الحجر وفي أحيان قليلة لا توجد العقود، وفي هذه الحالة كان يعلو الأعمدة أو الدعامات كممرات أو عوراض خشبية يرتكز عليها السقف.
تطور مسجد القبة في أوروبا العثمانية:
النمط الأول: المسجد ذو الأروقة المتقاطعة دون الصحن الأوسط، وتتميز مساجد هذا النمط الباقية في أوروبا العثمانية بأنها تشمل رواقين أو ثلاثة أروقة متقاطعة، أي تتجه عقودها موازية وعمودية على جدار القبلة في ذات الوقت، وهو الأمر الذي يساعد في إيجاد أو خلق مساحات مربعة تغطى بالقباب أو مساحات مربعة ومستطيلة تغطى بالقباب والأقبية.
ومما له دلالته أن هذا النمط يشبه من حيث التخطيط العام النمط الخامس والأخير من أنماط المسجد، حيث كان إرهاصة خطوة مهمة نحو تطوير التخطيط المركز في عمارة المساجد العثمانية، ومن أمثلته الباقية في أوروبا العثمانية مسجد خداوندكار في فيلبه.
أما كل من الرواقين الجانبيين فتغطيمها ستة أقبية بواقع ثلاثة بكل رواق، ويتقدم المسجد رواق خارجي واجهته ذات سبعة عقود أوسطها أوسعها، ولا يوجد ما يدل على أنه -أي الرواق- كان مغطى بالقباب أو الأقبية أو كليمهما، أما النماذج المغطاة كلها بالقباب فمن أهمها وأشهرها المسق المسجد العتيق أو القديم في أدرنة 806-817 هجري، وهو يشتمل على ثلاثة أروقة متقاطعة تغطيها تسع قباب متساوية بواقع ثلاث قباب بكل رواق، ويتقدم المسجد رواق خارجي (سقيفة) تعلوه قبة في الوسط وأربعة أقبية متقاطعة على جانبيها بواقع قبوين بكل جانب.
ويشبه هذا المسجد ولكن على نطاق أصغر مسجد محمود باشا في صوفيا ببلغاريا، ويؤرخ بالربع الثالث من القرن 9 هجري، وهو يشتمل على ثلاثة أروقة متقاطعة تغطيها تسع قباب.