المراحل المعمارية في إيران:
كان في إيران مدن تحتوي عمائر رائعة وعظيمة، العمائر الإسلامية القديمة في إيران لم يبقَ منها الكثير في وقتنا الحالي، حيث وجد المنقبون آثار وأنقاض باقية منها، حيث تقسم العمارة الإسلامية في إيران إلى أربع مراحل كبيرة وهي: أول مرحلة هي الفتح الإسلامي التي امتدت إلى نهاية القرن الرابع الهجري، أما المرحلة الثانية امتدت من بداية القرن الخامس الهجري إلى القرن السابع الهجري، والمرحلة الثالثة في القرن الثامن الهجري، أما المرحلة الرابعة كانت من القرن التاسع إلى القرن الحادي عشر هجري.
وكان أول مرحلة فيها تتميز بأن تطورت فيها بشكل بطيء الأساليب الساسانية، ولكن لم يبقى من هذه المرحلة أي من العمائر الإسلامية، حيث اعتمد فيها فقط على ما نقله لنا المؤرخون العرب والجغرافين عن مساجدها وعمائرها، وفي المرحلة الثاني يوجد بعض المباني القائمة من هذه المرحلة، حيث وجد المدارس والأضرحة البرجية والمنارات، وكان موقعها في شمال إيران الشرقي وفي وسطها.
وفي المرحلة الرابعة وصلت العمارة الإيرانية إلى أقصى مراحل التطور والازدهار في العمارة، وكان ذلك على يد تيمور وخلفائه وبعد ذلك تولتها الأسرة الصفوية، حيث بنيت المباني الفخمة من أسواق ومساجد وقناطر وأضرحة وقصور.
تخطيط العمائر الإيرانية وزخرفتها:
تأثرت العمارة الإسلامية الإيرانية بالأساليب المعمارية التي تم نقلها عن العمارة القديمة، والتي كان قائمة في بلاد الجزيرة والهضبة الإيرانية، ومن أهم عناصرها المدخل ذي العقد الكبير وكذلك الأعمدة التي تميزت برشاقتها ورفعها، وتغيرت التصاميم المعمارية في المقاطعات الإيرانية، وذلك بسبب تأثرها بالأحوال الجوية والعادات والتقاليد المحلية، حيث اهتم الجنوب ببناء المساجد ذات الصحن الكبير والأبهاء المكشوفة، بينما أهل الشمال كان يميلون إلى المساجد المسقوفة بسبب برودة الطقس الشديدة.
كانت التصاميم المعمارية الإيرانية بسيطة إلى حد كبير، ولكن مع هذه البساطة اهتم الإيرانيون بشكل كبير بالأعمال الزخرفية والاهتمام بالألوان البراقة في الكسوات الزخرفية، حيث يلاحظ اختلاف كبير بين خارج المباني الإيرانية من بساطة كبير بالمظهر وبين ما تكون عليه من الداخل من سحر جذاب وثروة زخرفية عجيبة.
وتمتاز العمارة الإسلامية في إيران بالذوق السليم والنسب الصحيحة والدقة العالية والاتزان في ربط هذه العناصر مع بعضها، حيث تزيد فخامة الزخرفة الإسلامية الإيرانية بما تتسم به من ذوق سليم.