كان تتسم العمارة الفرنسية في عصر النهضة بأنها عمارة ذات طابع ملوكي، حيث أن جميع الفنون في هذه الفترة كانت تستخدم لإظهار قوة الملوك وشخصيتهم وعظمتهم، حيث عبّرت القصور التي بنيت في تلك الفترة عن هذه الحقيقة أصدق تعبير، ومن أهم القصور التي بنيت في تلك الفترة قصر اللوفر وقصر التولارى وقصر فرساي.
.
قصر اللوفر في باريس:
استمر إنشاء وبناء هذا القصر من أيام فرنسوا الأول حتى نهاية حكم نابليون الثالث 1546_1878 ميلادي، بذلك يروي لنا هذا القصر قصة وحياة تاريخ إنشائه والتطورات التي مر بها في عصر النهضة الفنية الفرنسية، في الواقع أن قصر اللوفر وقصر التولارى يعدان من أروع قصور أوروبا ويحتلان مركزاً مرموقاً، حيث تبلغ مساحة الأرض المخصصة للقصرين 45 فداناً، ابتدأ في تصميم القصر المهندس (بيرلسكو) في عهد فرانسوا الأول بطراز النهضة الجديد، على أرض كانت مخصصة لقلعة، التي تم تحوليها إلى قصر اللوفر، يتكون من طابقين بأعمدة كورونثية وأخرى مركبة.
الواجهات مزينة بأعمال النحت والنقوش الفنية الجميلة من تصميم الفنان (جين جوجون)، ثم أكملت (كاتزين دي مديتشي) الجناح الجنوبي منها، حيث كانت تطمح بأن تعمل اتصال بين قصر اللوفر وقصر التولارى بواسطة جالارى، الأمر الذي لم يتم إلا بعد مرور 300 عاماً، ثم بعد تم اكتمال القصر بعد هدم القلعة القديمة.
قصر التولارى في باريس:
تم بناء هذا القصر على يد (كاترين مديتشي) في عام 1564 ميلادي وانتهى في عام 1680 ميلادي، للقصر مكانة تاريخية ممتازة ومقرونة دائماً بقصر اللوفر، أقام فيه ملوك فرنسا وحكام كثيرين، حيث كان المقر الدائم لهؤلاء الحكام، لكن تم هدمه عن طريق الثوار الكوميونست في عام 1787 ميلادي، ولم يتبقى منه إلا جزء بيسط لازال موجوداً إلى يومنا هذا.
قصر فرساي:
تم بناء هذا القصر للملك لويس السابع عشر، يمتاز بوجود صالات متسعة طول كل منها 70 متراً وعرضها عشرة أمتار وارتفاعها تسعة أمتار، القصر من الوجهة المعمارية يمثّل طابع عصر النهضة من حيث البدخ في الأعمدة والزخارف وأعمال النحت، ومن حيث التكوين المعماري، يطل قصر فرساي على حدائق منسقة مزودة بالنافورات والقنوات، كما يحتوي على استراحة مزدانة بالتماثيل والقطع الفنية التي تعبر كل منها على قصة تاريخية، كان هذا القصر في وقت من الأوقات وتلك الحدائق تعبران عن البذخ الذي أثار سخط الشعب.