منطقة الانتقال هي التي تربط بين القبة والمربع السفلي للمدفن، أي هي تمثّل منطقة التحوّل الهندسي بين الشكل المربع إلى الشكل الدائري أو المثمن، وتطورت منطقة الانتقال في عصر المماليك البحرية تطوراً كبيراً، حيث ظهرت مناطق مميزة تنبّئ عن ظهور أسلوب جديد بدأ يفرض نفسه تدريجياً على الساحة المعمارية، حتى أصبح له الذيوع والانتشار في عصر المماليك الجراكسة والعصر العثماني، ويمكن أن نحصر ملامح التطور هذه في عدة مراحل.
مراحل تتطور منطقة الانتقال في عصر المماليك البحري:
- المرحلة الأولى: تتكون منطقة الانتقال فيها من حطتين من المقرنصات، تتكون كل واحدة منها من ثلاث حنايا ذات عقود منكسرة، وتعد هذه المرحلة استمراراً لما وجد في مناطق انتقال كل من قبة الخلفاء العباسيين وقبة شجر الدر، وتتضح هذه المرحلة في منطقة انتقال كل من قبة ايدكين البندقدارى الأولى التي بنيت في عام 1283 ميلادي، وقبة محراب مسجد ابن طولون التي بنيت في عام 696 هجري/ 1296 ميلادي، وقبة أحمد المهمندار التي بنيت في عام 725 هجري/ 1324 ميلادي.
- المرحلة الثانية: تتكون منطقة الانتقال فيها من ثلاث حطات من المقرنصات معقودة بعقد منكسر، تتكون الحطة الأولى والثانية من ثلاث حنايا، أما الحطة الثالثة فتتكون من أربع حنايا، وتعد هذه المرحلة استمراراً لما وجد في منطقة انتقال قبة الصالح نجم الدين الأيوب التي بنيت في عام 648 هجري/ 1250 ميلادي، وتتضح هذه المرحلة في منطقة انتقال قبة كل من زين الدين يوسف التي بنيت عام 696 هجري/ 1298 ميلادي.
- المرحلة الثالثة: تتكون منطقة الانتقال فيها من ثلاث حطات من المقرنصات المعقودة بعقد منكسر، تتكون كل حطة منها من خمس حنايا، وتتضح هذه المرحلة في منطقة انتقال القبة الثانية في ايدكين البندقداري.
ويلاحظ أن حنايا هذه المرحلة قد صغرت عن مثيلتها من قبل، وبعضها مجوف غائر وبعضها الآخر مسطح، تبرز عقودها العليا ليحمل كل صف منها الذي يعلوه، بحيث تبدأ الصفوف من المسقط المربع وتحوله إلى مثمن أو مضلع كثير الأضلاع تأتي فوقه بداية دائرة القبة. - المرحلة الرابعة: تتكون منطقة الانتقال فيها من أربع حطات من المقرنصات ذات العقود المنكسرة، وتتكون كل من الحطة الأولى والثانية والثالثة من خمس حنايا، أما الحطة الرابعة فتتكون من ست حنايا، وهذه المرحلة تشبه المرحلة السابقة، إلا أنها تتميز عنها بإضافة حطة رابعة.
- المرحلة الخامسة: تتكون منطقة الانتقال من خمس حطات من المقرنصات ذات العقود المنكسرة، ويتضح ذلك في منطقة انتقال قبة صرغتمش، وتتميز هذه المرحلة عن المرحلة السابقة بزيادة الحطة الخامسة، التي تعد ذروة ما بلغته مناطق الانتقال في عصر المماليك البحرية.
