خصائص الجامع الأموي بدمشق:
سميت دمشق بذلك من الكلمة الآرامية دمشق ومعناها الأرض المسقية، حيث إنها ترجع في أصلها إلى كلمتين هما (د، مسق) وال (د) هي ما تبقى من كلمة (طا) بمعنى طين أو أرض بالفرعونية و(مسق) من السقيا، ويعتبر المسجد الأموي بدمشق من أعظم المساجد الإسلامية وأقدمها.
ويعد من أهم الآثار عند الأمويون، بل يأتي بعده في الأهمية المسجد الأموي في قرطبة (دمشق الأندلس) لولا الاحتلال القشتالي الأرغوني له حتى الآن، وقد أسسه الوليد بن عبد الملك بين عامي 88-96 هجري، ويقم على بقعة مقدسة أصلها معبد وثني، ثم أقام عليها النصارى كنسية يوحنا ومن ثم شيد المسجد.
ويعد هذا عرفاً إسلامياً، حيث يتم تحويل أكبر معبد في المدينة المفتوحة إلى مسجد، وقد حول محمد الفاتح كنسية أيا صوفيا إلى المسجد واستقدم له الفنيين والعمال من كافة أنحاء العالم الإسلامي، وهو مستطيل التخطيط وطوله 136 متر وعرضه 37 متر، بينما ذكر أن عرضه 50 متر وهو الإيوان الرئيسي، ويتكون من ثلاثة أروقة موازية لحائط القبلة، وهذا التحرير للمسجد من شكله الأساسي إلى المربع سمح بصفوف أقل ومصلين أكثر بدلاً من صفوف أكثر ومصلين أقل، بل وأدى على ترابط الصفوف الأخيرة بالإمام لقربهم المكاني منه.
أروقة الجامع الأموي بدمشق:
وهذا الإيوان يقع في الضلع الجنوبي مكوناُ من ثلاثة أساكيب (أروقة)، ويتوسط المسجد صحن مكشوف مستطيل تحيطه أربعة أروقة من الرواق الجنوبي القبلي، أما الأروقة الباقية فمكونة من أسكوب واحد، ويقع المدخل في الرواق الشمالي، ويقطع هذه الأروقة رواق آخر يتعامد على حائط القبلة ويعرف بالمجاز وسقفه أعلى من الأسقف الطويلة وارتفاع سقفه 23 متر.
والسقف كله على شكل جمالون والسقف محمول على أعمدة واكتاف ودعائم بنظام عمودين فدعامة بالتبادل، وقد سقطت بعض هذه الأعمدة واستبدلت بدعائم وفوق كل عقد من العقود السفلية نافذتان والعقود المستخدمة نوعان، حدوة الحصان والمدبب ذو المركزين، وهو الوحيد في الشام والنوافذ الرخامية، حيث إن النوافذ الرخامية الست ارتفاع كل منها 1.77 وعرضها 1.14 متر، استخدمت فيها أربعة نماذج زخرفية هندسية مختلفة في تشبيكاتها.
وقد سمحت الأبواب بتسهيل وصول المصلين إلى المسجد وقضاء الصلاة، ومن ثم العودة على أعمالهم سريعاً وللمسجد الآن ثلاث مآذن كانت أربعاً في مضى.