يُعدّ الملك سنفرو أول فرعون بالأسرة الرابعة خلال المملكة القديمة، وهو ابن الملك خوفو باني الهرم الأكبر، تذكّره المصريون بعد وفاته كحاكم جيد وعادل، اسم سنفرو يعني (صانع الجمال)، أرسل أسطولاً ضخماً إلى فينيقيا لاستراد خشب الأرز لعدم وجود الأخشاب الجيدة في مصر، حيث تصلح هذه الأخشاب في أعمال الإنشاءات الكبيرة وتستخدم في أعمال الزخارف والعوارض، تستخدم لبناء السفن للصناعة والتبادل التجاري مع البلاد المجاورة.
ربما كان هرم سنفرو (هرم بنت) أول هرم مخطط له منذ البداية ليكون هرم حقيقياً ذو جوانب ناعمة، يمثّل هذا الهرم فترة مجيدة في تطوّر الهرم، كان ذلك مشابهاً لما قام فيه المهندس المعماري إمحوتب في بناء هرم زوسر المدرج في سقارة، ربما كان هرم البنت الأول أو الثاني من أهرامات سنفرو، هذا يتوقّف على من بنى الهرم المتوسط، من شبه المؤكد أنها بنيت قبل مشروعه في دهشور في بناء الهرم الأحمر، الهرم الذي يسمّى في بعض الأحيان بلانت الهرم.
بناء هرم سنفرو (هرم بنت):
هرم سنفرو في دهشور، كان أول هرم حقيقي، زاوية ميل جدرانه 60 درجة، ارتفاع الهرم 100 متراً، بني من الحجر الجيري الأبيض، قاعدته مربعة الشكل، طول الضلع 188 متراً، تم بناء مدخل في منتصف الواجهة الجنوبية، تم تأطير المدخل بأعمدة خشبية مع شعارات.
يتضمّن هرم سنفرو مدخلين الأول في الناحية الشمالية، يوصل إلى ممر هابط بطول 80 متراً، أما مدخل الهرم من الجهة اليسرى يؤدي إلى غرفة دفن غير مكتملة السقف، تحتوي على دعامات خشبية من خشب الأرز.
بدأت الدراسات الأثرية الحديثة حول هرم بنت تحت إشراف أحمد فخري في النصف الأول من الخمسينات، تمت إضافة معلوماته بملاحظات وقياسات أجراها جوزيف دورنر، هو عالم جيولوجي نمساوي، بعد هذه الدراسات يُعتقد أن الهرم لا يزال لديه بعض الأسرار، يتساءل البعض عمّا إذا كانت جميع غرف الهرم موجوده بالفعل، حيث كان التحقيق في الهرم صعباً في بعض الأحيان، لأن الرياح خلقت مسودة قوية تهب عبر الممرات، هذا ما أعاق الدراسات الأثرية التي توقّفت عن العمل في بعض الأحيان.
معبد وادي بنت:
يحتوي هذا المعبد على ثلاثة أقسام متساوية في الحجم، في القسم الجنوبي توجد أربعة مخازن، تم تزيين الجدران الجانبية بمناظر تصور تماثيل الجنائز، على الجدار الشرقي يتم عرض المصادر العليا في مصر، بينما نجد على الجدار الغربي العقارات الجنائزية في مصر السفلى، تعتبر هذه النقوش من أفضل الأعمال الفنية في الأسرة الرابعة وهي أقدم الأمثلة المعروفة لمثل هذه المشاهد العقارية.
احتلّ الجزء الشمالي من معبد الوادي رواقاً مكوناً من عشرة أعمدة من الحجر الجيري غير مزخرفة ومرتبة في صفين، هذه الأعمدة كلها مطلية باللون الأحمر، هنا نجد أن الجدران مزيّنة بنقوش بارزة تصوّر الحاكم المشارك في طقوس المهرجانات، في الجزء الخلفي من الرواق كان هناك ستة منافذ عميقة، كل منها مزودة بأبواب خشبية، التي احتفظت بستة تماثيل من سنفرو في وضع المشي، بنيت جدرانها الشمالية من أحجار من الحجر الجيري الكبيرة، مزينة بنقوش للملك، حيث ظهر الملك من خلالها بصورتين، مره وهو يرتدي تاج مصر العليا ومره وهو يرتدي تاج مصر العليا والوجه القبلي.