الإعداد المعماري لزيادة عمر بن الخطاب:
عمل مخطط لزيادة المسجد في عهد عمر بن الخطاب قُدرت فيه الدور التي ستدخل في توسعة المسجد تمهيداً لشرائها كما في رواية ابن سعد التي ذكرت أنه (لما كثر المسلمون في عهد عمر رضي الله عنه ضاق بهم المسجد، فاشترى عمر ما حول المسجد من الدور إلا دار العباس بن عبد المطلب وحجر أمهات المؤمنين، فقال عمر للعباس: يا أبا الفضل إن مسجد المسلمين قد ضاق بعم وقد ابتعت ما حوله من المنازل نوسع به على المسلمين في مسجدهم إلا دارك وحجر أمهات المؤمنين، فأما حجر أمهات المؤمنين فلا سبيل إليها وأما دارك فبعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين أوسع بها في مسجدهم).
وعلى أية حال فإن رغبة عمر في إدخال هذه الدور في المسجد لم تتحقق دون معارضة أصحابها منهم العباس بن عبد المطلب الذي لم يقنعه إلا أبي بن كعب، حيث استغرق وقت طويل لهذه الزيادة فيما بين نزع الملكية وهدمها وإعداد اللبن وجذوع النخل وتقريب الأحجدار اللازمة لتأسيس الجدارن الجديدة التي قيل أن عمر رضي الله عنه بنى أساسها بالحجارة إلى أن بلغ القمة.
ومن الطبيعي أن يؤخذ بنصيحته المعمارية التي قال فيها (عرضوا المداميك وقاربوا ما بين الخشب) في بناء المسجد الشريف كما نقل السمهودي عن البخاري (أمر عمر ببناء المسجد وقال: أكن الناس من المطر وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس)، بعد ذلك أكمل البناء باللبن المضروب في البقيع إلى أن بلغ به السقف الذي قيل أن ما بينه وبين الأرض أحد عشر ذراعاً، وهو ارتفاع متناسب مع عمق الظلة وطولها، فقد أصبح بها بعد هذه الزيادة أربع بلاطات واثني عشر بائكة، أي أن زيادة عمر في القبلة كانت عشرة أذرع أو اسطوانة وفي الغرب عشرين ذراعاً.
خصائص زيادة عمر بن الخطاب:
قد حدد السمهودي هذه الزيادة مخالفاً المطوى والمراغي في حدود المسجد من جهة الغرب، إذ يقول: (فيكون نهاية المسجد في زمنه من تلك الجهة الاسطوانة السابعة من غربي المنبر ومن ومشرق الحجرة الشريفة، لأنه لم يزيد في تلك الجهة شيئاً، ومن القبلة صف من الاساطين التي تلي القبلة.
وهذا الارتفاع الي تطلبه التوسعة اقتضى بطبيعة الحال تغيير الاسطوانات القديمة كلها والتي كان ارتفاعها كما عرفنا في آخر عمارة للمسجد الشريف في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) سبعة أذرع.