تطور علم الجیودیسیا في المساحة

اقرأ في هذا المقال


ما هو تاريخ علم الجيوديسيا؟

منذ أن خلق الله العلي القدير البشرية وأرسله إلى الأرض، بدأ الانتقال من مكان لآخر، كما أنه بدأ التعرف على أماكن جديدة، حيث إن هذا الأمر غريزة في النفس البشرية، ومن هناك بدأت حاجة الإنسان للوسائل التي تسمح له بالسفر بأمان دون ضياع في الصحراء وبيئتها.

كيف تطور علم الجيوديسيا؟

في البداية كان الإنسان قادرًا على اتخاذ أماكن معينة ومواقع أرضية خاصة مثل الجبال كعلامات تسمح له بمعرفة طريقه بالإضافة إلى المساعدة النهارية من الشمس والظل، وبذلك تمكن من السفر عدة كيلومترات والعودة إلى موقعه الأصلي، ومنذ تلك اللحظة ظهر مصطلح جديد في القاموس البشري، وهو التنقل (Navigation)؛ والذي يعني العملية التي يتحرك بها الشخص بين مكانين، مما يساعده على معرفة مكان وجوده في جميع الأوقات.

وخلال المرحلة الثانية من المعرفة البشرية بدأ استخدام النجوم كعلامات مرجعية للإنسان لمعرفة موقعها واتجاهها عند السفر ليلاً، ثم بدأ علم الفلك بالتقدم، حيث شهدت الحضارات القديمة إنشاء المنارات منذ حوالي ألفي عام.

ولاحقًا بدأ الإنسان في تسجيل ملاحظاته الملاحية وأنماط مشيه ومواقع تحركاته المختلفة في البيئة المحيطة على قطع من الورق (ورق البردي في الحضارة المصرية القديمة على سبيل المثال)؛ للكشف عن الخرائط إلى جانب ظهور علم المساحة، وهي علم تحديد مواقع السمات الطبيعية والبشرية ثلاثية الأبعاد على سطح الأرض أو تحته.

كانت مصر أول من استخدم علم المساحات على نطاق واسع منذ حوالي 1400 قبل الميلاد لتحديد الممتلكات الزراعية وحساب الضرائب المستحقة لها، وفي المرحلة العلمية التالية تطور علم جديد ليكون أكثر تخصصًا وعمقًا في عملية تحديد المواقع أي الجيوديسيا (أو الجيوديزيا).

إلى جانب ذلك فقد بدأت المعرفة البشرية في تكوين فكرة عن شكل الكوكب والتي بموجبها تم تعريف الأرض على أنها عبارة عن قرص يطفو على سطح الماء، حيث كان كل من فيثاغورس (580-500 قبل الميلاد) وأرسطو (384-322 قبل الميلاد) من أوائل العلماء والفلاسفة الذين أكدوا على ذلك واستمرت هذه النظرية لقرون.

كانت هذه التجربة الرائدة التي أجراها العالم اليوناني إراتوستينس (276-196 قبل الميلاد) من أولى بدايات الفكر العلمي والتجريبي البشري في معرفة شكل وحجم الأرض، والذي شغل منصب أمين مكتبة الإسكندرية التي كانت تعتبر آنذاك أرقى معهد علمي في العالم.


شارك المقالة: