يعتبر هذا المسجد مثالاً طيباً للعمارة اليمنية في القرن الخماس الهجري، ويرتبط إلى حد كبير ببعض العمائر الدينية الفاطمية في مصر خلال نفس القرن، وذلك من حيث أشكال العقود الفاطمية وفي كثير من تفاصيل العناصر الزخرفية والشرفات المسننة والدخلات الصماء وأسلوب الخط الكوفي، مما يوضح التأثيرات الفنية المتبادلة بين العمائر الفاطمية في مصر والعمارة اليمنية التي ازدهرت في اليمن خلال القرن الخامس الهجري.
الأروقة الجانبية في مسجد جبلة:
يلاحظ أن الرواق الجنوبي يتكون من بلاطة واحدة، وبجداره الجنوبي مدخلان يتم الوصل بواسطتهم إلى المطاهير والحمامات في الناحية الجنوبية من المسجد، ويتكون الرواق الشمالي من بلاطتين بواسطة بائكتين بكل منها ثمانية أعمدة، ترتكز عليها عقود مدببة الشكل، والرواق الغربي من بلاطتين أيضاً، إلّا أنه يلاحظ وجود ردهة محجوبة في الجهة الجنوبية من الجدار الغربي، تستخدم حالياً كمكان لتحفيظ القرآن.
أما رواق القبلة فإنه يتميز بوجود مربع في الزاوية الشمالية الشرقية، طول ضلعه 3.60 متراً، يعرف بضريح السيدة أروى، وتزخرف واجهته الشرقية والأخرى الجنوبية بزخارف معمارية ونصوص قرآنية وغيرها من الزخارف النباتية والهندسية.
مآذن مسجد جبلة في اليمن:
- المئذنة الشرقية: تتكون هذه المئذنة من قاعدة حجرية مربعة مرتفعة، يقوم عليها بدن من ستة عشر ضلعاً من الآجر، مزخرف بالزخارف الجصية على شكل صفوف أفقية تستدير حول البدن من أشكال هندسية، يعلو هذا البدن شرفقة مزخرفة من الخارج بالمقرنصات والدلايات الصغيرة، ويعلو هذا البدن بدن مثمن قصير به فتحات معقودة من أعلى، وتنتهي المئذنة من أعلى بقبة صغيرة مضلعة الشكل.
والواقع أنه يبدو على هذه المئذنة أنها جددت مؤخراً، بالإضافة إلى وجود تاريخ أعلى المدخل المؤدي إليها يرجعها إلى عام 747 هجري. - المئذنة الغربية: الواقع أن هذه المئذنة بوضعها الراهن تبدو عليها مظاهر القدم أكثر منها على المئذنة الشرقية، فيما هذا استخدام اللون الأبيض في طلائها، كما تتكون من قاعدة مثمنة يرتكز عليها بدن من ستة عشر ضلعاً، يعلوه بدن آخر مستدير الشكل ثم شرفة صغيرة، ويرتكز على البدن السابق بدن قصير ينتهي في أعلاه بقبة صغيرة.
هذا وقد زخرفت هذه المئذنة بأشكال الحنايا الصماء والأشكال الهندسية الزخرفية الأخرى وعليها بعض الكتابات التي ترجع إلى فترة متأخرة.