تصميم قبة الصخرة المشرفة

اقرأ في هذا المقال


تُعدّ قبة الصخرة المشرفة من الروائع المعمارية التي بُنيت في عصور العمارة الإسلامية، بنيت في عهد الخليفة عبد الملك من مروان، حيث كان الغرض من بنائها تعظيم الصخرة المشرفة والحفاظ عليها من العبث، كما أنه أراد أن يبني بناءاً ينافس العمائر المسيحية الموجودة في ذلك الوقت، وقد وفق توفيقاً رائعاً بهذا العمل المعماري المميز لغاية يومنا هذا.

التصميم المعماري لقبة الصخرة:

قبة الصخرة بناء حجري مثمن الشكل، قوامه الخارجي مثمن من الحوائط يليه مثمن داخلي من الأعمدة والأكتاف، وداخل هذا المثمن دائرة من الأعمدة والأكتاف أيضاً، وفوق الدائرة قبة مرفوعة على إسطوانة فيها 16 نافذة، كما أن القبة مصنوعة من الخشب تغطيها من الخارج طبقة من الرصاص، ومن الداخل طبقة من المصيص، طول ضلع المثمن الخارجي نحو 20.5 متراً وارتفاعه 9 أمتار، في الجزء العلوي من كل ضلع في هذا المثمن نوافذ ليصل النور إلى داخل البناء، وفي الجوانب المقابلة للجهات الأربعة الأصلية للمثمن أربعة أبواب.
كان استعمال القباب معروفاً عند المسيحيين والشرقيين قبل بناء قبة الصخرة، كما كان في الشام كنائس ذات قباب فوق النيف مثمنة الشكل، فليس غريباً أن يفكر عبد الملك بن مروان في هذا النظام.
الأورقة الدائرة حول المثمنين الداخليين للصلاة يمر فيها الناس حول الصخرة التي يبلغ طولها 18 متراً وعرضها 13 متراً، وهي غير منتظمة الشكل وأقصى ارتفاعها عن الأرض 1.5 متراً والأقواس الدائرة في البناء نصف دائرية، كما أن أقواس وفتحات النوافذ والأعمدة المستعملة فيها قديمة، قد جلبت من عمائر قديمة، فاختلفت في طراز أبدانها وتيجينها، كما استعملت الروابط الخشبية الضخمة بربط هذه التيجان بعضها ببعض لتزيد قوة تحمل العقود.
كان الجانب الخارجي من الحوائط البناء مغطى بالموازييك (الفيسفساء) التي تزين كثيراً من أجزائها الداخلية، وهي مؤلفة من رسوم الأشجار والفواكة والأواني التي تخرج منها فروع نباتية، وفي قبة الصخرة كتابات كوفية يبلغ طولها 240 متراً بالفص المذهب على أرض زرقاء، وقوام هذه الكتابة آيات قرآنية، وتضم أيضاً عبارة تشير إلى تاريخ إنشاء هذا المبنى ونصها “بنى هذه القبة عبدالله الإمام المأمون أمير المؤمنين في سنة 72 هجري”، وهذه العبارة مكتوبة بخط يخالف عن الخط المستعمل، فضلاً عن أن سنة 72 هجري لا تقع في حكم المامون بل في عبد الملك بن مروان.


شارك المقالة: