المآذن الإسلامية:
تعد مئذنة قصر الحير الشرقي من أقدم المآذن، والتي تعود إلى عام 730 ميلادي، وقد كانت المآذن الشامية مربعة كالأبراج، بينما العراقية اسطوانية تقوم على قاعدة مربعة، ومن أقدمها مئذنة جامع البصرة 665 ميلادي ومآذن جامع الفسطاط الأربعة 672 ميلادي، وجميعها تعود لعصر معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه)، وعلى هذا فالمآذن مرت بمراحل حسب العصور المختلفة:
مراحل تطور المآذن:
المآذن في العصر الأموي:
كانت مربعة في الشام أما الاموي العراقي فسطواني على قاعدة مربعة، وقد بقيت مآذن الشام حتى العهد الأيوبي والمملوكي مربعة.
المآذن في العصر الفاطمي:
أصبحت المآذن ثلاث طبقات، مربع ثم مثمن ثم اسطواني مع مراعاة النسب بين أجزائها لتحقيق الجمال والرشاقة.
المآذن في العصر الأيوبي:
كسيت القاعدة المربعة بزخارف جصية، أما المثمن فقد زخرف بعقود محارية منقوشة، ثم نجد الخوذة المضلعة، والتي صارت تبنى بالحجر بدل الآجر، ثم صارت تبنى كلها بالحجر.
المآذن في العصر المملوكي:
بلغ الفن كماله، حيث استخدمت الكؤوس والمقرنصات والخوذات المضلعة والمستديرة، تحملها أكتاف أو أعمدة رشيقة مع كسوتها بالبلاط المزجج، وتعتبر مئذنة مسجد الغوري ذات الرأس المزدوج تعميماً لطراز ظهر قبل خمسة قرون، وقد شاع الطراز المملوكي في الحجاز والشام، حيث يشاهد ذلك في دمشق والمعرة وحماة وحلب.
المآذن في العصر الصفوي:
أصبحت المآذن في هذا العصر بلا طبقات ولا تحتوي على نوافذ أو سلالم، كما أصبحت شاهقة الارتفاع، وتقع عند مدخل المسجد مئذنتان ولا تستخدمان للأذان وإنما يؤذن من سطح المسجد.
المآذن في العصر الخلجي:
بالهند أصبحت المساجد بمآذن بعد أن كانت تشيد في السابق بدونها، وتميزت مآذن الهند بالأسطوانية والاستدقاق والطبقية كما وتعلوها شرفات وتضليعات وأشهرها وأجملها مئذنة قطب منار في مسجد (قوة الإسلام) بدلهي القديمة، ويبلغ ارتفاعها 72.5 متر وقطر قاعدتها 14 متر، وبنيت طبقاتها السفلية الثلاث من الحجر الأحمر والعلويتان من الرخام الأبيض، وفيها طبقات من الحجر وتكسوها تضليعات وكتابات كوفية وأشرطة زخرفية.
المآذن في العصر العثماني:
استخدمت المآذن الطويلة الممشوقة ومنها اسطوانية أو مضلعة ذات قمة مخروطية وزاد عدد المآذن في المسجد حسب أهميته، فقد وصلت في مسجد السلطان أحمد إلى ست ومثله مآذن جامع محمد علي بالقلعة، وكانت تبنى من الحجر أو الآجر حسب الموارد المحلية.