اقرأ في هذا المقال
ميزات تقنيات البناء في العمارة اليمنية القديمة:
تقنيات البناء هي الأساليب المستخدمة في العمارة بجوانبها المختلفة، وتبدأ باستخراج قطع الحجارة من المحاجر ونقلها مروراً بعملية تشذيبها وصقلها وتنتهي باستخدامها في عملية البناء، إلى جانب الأساليب المستخدمة في بناء الجدران ورصف الأرضيات ونصب الأعمدة والتسقيف وما يشمله من تثبيت العوارض والأسكفات وتصريف مياه الأمطار من السقوف.
فقد برع المعماري اليمني القديم في البناء، كما كان على دراية بخواص المواد المستخدمة في عملية البناء، لذا عرف أساليب مختلفة تدل على الخبرة الطويلة التي اكتسبها، وأوجد الحلول لكثير من المشاكل التي واجهته في مختلف المراحل.
وكانت الحضارة اليمنية القديمة إحدى الحضارات الثلاث في الشرق الأدنى القديم إلى جانب الحضارة المصرية وحضارة بلاد الرافدين التي وضعت الأسس والنظريات لقواعد وأصول البناء والإنشاء باستخدام المواد المختلفة مثل الحجارة والآجر، وساعد على ذلك طبيعة الأرض اليمنية بمواد البناء المختلفة ومنها الحجارة بمختلف أنواعها، ولهذا ابتدع المعماري اليمني أساليب مختلفة في العمارة تتوافق مع نوعية مواد البناء التي استخدمها.
استخراج الحجارة واستخدامها في البناء:
تبدأ تقنيات البناء باستخراج الحجارة من المحاجر، إذ يتطلب ذلك أساليب دقيقة وخبرة كبيرة حتى يتم استخراج الحجر وتوصيله إلى أماكن البناء بسلامة وبدون أي خسائر.
ومن خلال المقارنة مع تقنية استخراج الحجارة من المحاجر في الحضارة المصرية القديمة يمكن الخروج بتصور عن التقنيات المستخدمة في اليمن القديم، فقد تم التفريق في مصر القديمة بين نوعين من الحجارة الأول: وهو النوع اللين مثل الحجر الجيري والحجر الرملي، والثاني: وهو الصلب كالجرانيت والبازلت.
ولكل نوع تقنية معينة في القلع، فالحجارة اللينة كان يتم قطعها بعد تحديد واجهاتها الطويلة وقطعها بواسطة أداة معدنية، ثم يتم فصلها من النهاية من الأسفل بواسطة الأسافين، وبالنسبة للحجارة الصلبة مثل الجرانيت فقد استخدمت طريقة الدق بكرات من الحجر التي ترواح وزن بعضها بين تسعة أرطال إلى خمسة عشر رطلاً.
وكان يتم نقل الحجارة في اليمن القديم وهي خشنة بدون صقل أو تشذيب ومن ثم توصل إلى القرب من مواقع البناء، التي كان لها ورش متخصصة تقوم بعملية الصقل والتشذيب وتجهيز الحجارة، حيث كان يتم تقسيم العمل على مجموعات من الحرفيين المتخصيين لتسهيل العمل.