جامع أحمد ابن طولون

اقرأ في هذا المقال


مسجد أحمد ابن طولون من أجمل المساجد في العمارة الإسلامية، بني في مصر في عام 878 ميلادي، حيث أمر أحمد ابن طولون ببناء الجامع في عاصمته، يشبه في خطوطه جامع عمرو، ويلاحظ أن جامع ابن طولون لا يحتوي على أعمدة بل يحتوي على أكتاف بدلاً من الأعمدة، وعلى ذلك لا يمكن أن نقول أنه تأثر بالطراز الروماني أو الطراز البيزنطي.
سُمّي أيضاً جامع ابن طولون بالجامع المعلق، نظراً لضرورة الصعود إليه عبر عدد من السلالم، وقد تتابعت عليه التغييرات والزيادات عبر العصور، فيقال أن أول من عني بترميمه هو الوزير الفاطمي بدر الجمالي عام 470 ميلادي، ثم الخليفة الحافظ لدين الله الفاطمي، وفي عام 376 هجري، احترقت النافورة الموجودة بوسط الجامع، وكانت القبة مشبكة من جميع الجوانب وهي مذهّبة وتقوم على عشرة أعمدة من الرخام.
وفي عام 385 هجري أمر العزيز بالله ببناء نافورة جديدة، أما أهم تلك التجديدات فتمت في عهد الخليفة المملوكي المنصور لاجين عام 696 هجري، حيث كلف الأمير علم الدين سنجر بالاهتمام بالجامع الطولوني أن يوفر له كل ما يحتاج من تجديد، وذلك من مال المنصور لاجين الخاص، فأزال كل ما فيه من تخريب وبيّضه، ورتب فيه دروساً في الفقه على المذاهب الأربعة ودرساً في تفسير القرآن ودرساً في الحديث ودرساً في الطب.

سمات جامع أحمد ابن طولون:

يتكوّن جامع أحمد ابن طولون من صحن مربع مكشوف وتحيط به أروقة من جوانبه الأربعة، وتقع القبلة في أكبر هذه الأروقة وهناك ثلاثة أروقة بين جدران الجامع وبين سوره الخارجي وتسمىّ بالزيادات، والراجح أنها بنيت عندما ضاق الجامع على المصلين، وكانت مثل هذه الزيادات موجودة في مسجد الجامع في سامراء، وقد شيّد جامع ابن طولون بحجر أحمر داكن، وأقواس الأروقة محمولة على أكتاف أو دعامات ضخمة من الطوب تكسوها طبقة سميكة من الحصى، ولهذه الدعائم أعمدة من الطوب أيضاً مندمجة في زواياها الأربعة، ولكنها للزينة فقط لأن الثقل واقع على الدعائم فقط.
ومنارة جامع أحمد ابن طولون تتكون من قاعدة مربعة تقوم عليها طبقة إسطوانية وعليها طبقة أخرى مثمنة، أما السلالم فمن الخارج على شكل مدرج حلزوني، وأبنية الجامع الطولوني مغطاة بطبقة سمكية من الجبص، وعلى أجزاء كبيرة منها زخارف هندسية وبنائية جميلة.


شارك المقالة: