جامع التوبة في حلب

اقرأ في هذا المقال


خصائص جامع التوبة في حلب:

يقع جامع التوبة في حي باب أنطاكية بمدينة حلب في الجمهورية العربية السورية، كما أن له أهمية كبيرة جداً لكونه أول مسجد شيده المسلمون في حلب خلال الفتح الإسلامي لها وذلك في عام 16 هجري/ 637 ميلادي، وقد أطلق على هذا الجامع عدة أسماء كما يذكر ذلك في المصادر التاريخية.
وتسميته الأولى كانت مسجد التروس؛ وذلك نسبة إلى الأتراس وترجع إلى الفتح الإسلامي، فحين دخل المسلمون مدينة حلب من باب أنطاكية ألقوا بأتراسهم في الساحة التي أنشأ بها فيما بعد هذا الجامع تخليداً ليوم الفتح الإسلامي، والتسمية الثانية هي العمري وكانت نسبة للخليفة عمر بن الخطاب الذي تم بعده فتح المدينة.
أما التسمية الثالثة فهي الغضائري نسبة للشيخ أبي الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري، أما التسمية الرابعة لهذا الجامع فكانت الشعيبية وكانت أيام السلطان نور الدين زنكي حين تحول المسجد إلى مدرسة، وعهد فيها بالتدريس للفقيه الصوفي الأندلسي الشيخ شعيب بن أحمد الأندلسي، والتسمية الحالية للجامع هي جامع التوبة، حيث لا تذكر المصادر التاريخية مصدراً لها.
تعرض المسجد للخراب والدمار مرات عديدة كان يجدد على أثرها، وقد جدد الجامع أيام السلطان نور الدين عام 545 هجري/ 1151 ميلادي، كما تشير إلى ذلك الكتابة الموجودة عليه، كما جدد في العصر المملوكي مرتين، أولهما سنة 972 هجري/ 1389 ميلادي أيام السلطان برقوق على يد الأمير كمشبغا، والتجديد الثاني هو الباقي حتى الآن تم عام 804 هجري/ 1401 ميلادي أيام السلطان فرج برقوق.

التصميم المعماري لجامع التوبة في حلب:

أما من حيث التصميم المعماري فيعد الجامع ذا تصميم على شاكلة المساجد الإسلامية الأولى، حيث يحتوي الجامع على صحن سماوي صغير، كما يحتوي على مئذنة قصيرة تقوم فوق بابه الذي تعلوه حنية على شكل دائري تتضمن اسم البناء المعمار، والذي تمت على يده عمارة المسجد، وكانت الكتابة بخط كوفي بسيط.
أطراف المئذنة في غاية الروعة والإبداع، ويوضح العلامة هرتزفيلد عند وصفه معالم الجامع أن النصوص الكتابية المدونة على جدرانه هي من الأهمية بالمكان بالنسبة لعلم الكتابة والخطوط القديمة، إذ يعد هذا المسجد وثيقة أثرية هامة بالنسبة للأبنية الكبيرة في العمارة الإسلامية.


شارك المقالة: