خصائص جامع التيروزي في دمشق:
جامع التيروزي أو ما يسمى بجامع التوريزي يقع في محطة رأس الشوبكة شمالي قبر عاتكة بمدينة دمشق في الجمهورية العربية السورية، وقد شرع بإنشاؤه الأمير غرس الدين خليل النوريزي حاجب الحجاب بدمشق، وذلك في سنة 823 هجري /1420 ميلادي حسب اللوحة التاريخية الموجودة فوق الباب ونصها: “أمر بإنشاء هذا الجامع المعمور بذكر الله تعالى المقر الفرسي خليل التوريزي تقبل الله منه خامس وعشرين من جمادى الآخر سنة ثمانيمائة وثلاث وعشرين ”
وقد فرغ من بنائه عام 835 هجري /1422 ميلادي، وأضيفت إليه مئذنته بعد تسع سنوات، ويلاحظ أن الذين قاموا ببناء الجامع قد تحرروا من قواعد الفن الأيوبي التي سادت العمارة الدمشقية أكثر من نصف قرن، فقد اتبعوا أصول فن المماليك الذي ازدهر في القاهرة واتخذوا في ذلك عناصر جديدة في التخطيط والبناء والزخرفة.
التصميم المعماري للجامع التيروزي في دمشق:
تخطيط الجامع يختلف عن تخطيطات الجوامع الدمشقية؛ إذ ليس له صحن واسع وواجهته مبنية بأحجار ذات لونين مختلفين، وله حرم جميل حافظ على بنائه الأول وجماله، والمنبر تزينه حشوات صغيرة حفرت بخط نسخي مملوكي جميل.
أما المحراب يعلوه شريط عريض حفر عليه بالخط النسخي المملوكي الأية الكريمة التالية: “في بيوت أذن الله أنّ ترفع ويذكر فيها اسمه”، كما يوجد في صدر المحراب شريط حفر عليه بالخط النسخي المملوكي أيضاً قوله تعالى “ربنا لا تؤاخنا إن نسينا أو أخطئنا…الأية “.
تعد مئذنة الجامع من أجمل مآذن دمشق حيث أنها مربعة الشكل، على حين أن مآذن المماليك مضلعة، تزين مئذنة دمشق زخارف كثيرة وعليها كتابات تاريخية، يتوسط الجدار الشمالي للجامع الشمالي تربة الواقف على سنة المماليك وعليها قبة عالية مستندة على حطتين مضلعتين، جدارين التربة مكسوة بألواح القاشاني المصنوع في دمشق والذي بدأ في تزيين الأبنية الدمشقية، ولعل زخارف القاشاني هذه من أبدع النماذج التي وصلت إلينا.
كما أن حرم الصلاة للجامع التيروزي كانت يحتوي على رواقين متشابهين، وكانت البائكة تفصل بين هذه الأروقة والتي تحتوي على ثلاثة عقود وتتطل على الصحن الداخلي، أما الصحن فقد زين جدراه بالأبلق المتضاد الأبيض والأسود، كما يحتوي على شرائط في الأعلى يوجد عليها كتابات أثرية.