جامع الجند أقدم مساجد اليمن

اقرأ في هذا المقال


جامع الجند حيث بركت ناقة معاذ بن جبل:

يعتبر جامع الجند من المساجد الأولى التي بنيت في اليمن في صدر الإسلام وفي عهد الرسول (عليه الصلاة والسلام)، حين بعث بمعاذ بن جبل إلى اليمن عام 6 هجري؛ ليعلم أهل اليمن القرآن وأحكام الشريعة الإسلامية، توجه سيدنا معاذ إلى مدينة صعدة وأمر أهلها ببناء مسجد، ثم ودعهم وقدم صنعاء واجتمع بأهلها، ثم توجه إلى الجند وحيث بركته ناقته بنى مسجد الجند.
إلى جانب ذلك فقد حرصت بلاد اليمن ومنذ تأسيس هذا المسجد على إقامة الصلاة به أول جمعة من شهر رجب؛ وذلك لإعادة ذكرى بناء ذلك المسجد، وهذا المسجد العتيق شأنه شأن الجامع الكبير في صنعاء، لم يبقى من عمارته الأولى سوى المساحة الصغيرة التي كان عليها المسجد من البداية، والتي أدخلت ضمن المساحة الحالية للمسجد، ومع ذلك فإن المصادر التاريخية لم تشر إلى مراحل التجديد أو الإضافة التي حدثت في عمارته إلا في عام 1011 ميلادي، حين ذكرت أن الحسين بن سلامة القائم بأمور بني زياد قد جدد في عمارته.

التجديدات المعمارية في جامع الجند:

يذكر المؤرخ ابن المجاور في تاريخه المعروف بالمستبصر ” أول من بنى الجامع معاذ بن جبل مع أهل الجند وما حولها من القرى وأعاد بناءه القائد الحسين بن سلامة، وجدده الأمير المفضل بن أبي البركات بن وليد سنة ثمانية وأربعمائة بالحجر المنقوش واللبن المربع وأحرقه علي المهدي “
ويستفاد من هذا النص الهام أن الجامع قد أعيد تجديده في عهد الدولة الصليحية، ثم أحرق في عام 542 هجري على يد المهدي صاحب مدينة زبيد، هذا وقد وقع تجديد عمارته بأمر السلطان سيف الإسلام طغتكين بن أيوب عام 603 هجري/ 1206 ميلادي، ويبدو أن سقفه كان في ذلك الوقت في غاية الإتقان والدقة، كما هو معروف بالنسبة لسقوف المساجد اليمنية.
كما تبع هذه العمارة إعادة تجديد الأروقة الثلاثة الشرقية والغربية والجنوبية، وفي عام 626 هجري أمر الملك المسعود آخر ملوك بني أيوب في اليمن بهد العمارة السابقة وإعادة تجديده مرة آخرى، رغم تعذر المال في ذلك الوقت، بعد ذلك اهتم بعمارة هذا المسجد من جديد سلاطين الدولة الرسولية في اليمن، خاصة السلطان الأشرف ابن إسماعيل عام 1390 ميلادي، الذي أمر أيضاً بإجراء سور حول مدينة الجند، واستمرت يد التجديد متعاقبة على هذا المسجد حتى إلى وقت قريب، حيث تغيرت عمارته اليوم إلى درجة كبيرة.


شارك المقالة: