يقع جامع الزاوية بالقرب من جامع مولاي محمد، شيد سنة 1856 هجري، ونظراً لتشييده في عهد السلطان عبد المجيد فسمي بجامع المجيدية، وحسب اللوحات التذكارية فوق المدخل وكذلك شواهد القبور المكتوبة تشير إلى أن مؤسس الجامع هو ضابط تركي اسمه الحاج محمد خيري.
كما أن هذا الجامع يمكن استخدامه كمثل للمساجد ذات الأسقف البرميلية، والتي ظهر استخدامها في الفترة العثمانية الثانية.
تصميم جامع المجيدية في ليبيا:
يتكون جامع المجيدية من بيت صلاة مسقوف بقبوين برميلين متوازيين مع جدار القبلة وحجرة كبيرة تحوي الميضأة وضريح ومخزن ومئذنة اسطوانية تقع على الجانب الشمالي الغربي من الصحن المكشوف، ويحيط بمبنى الجامع شوارع من كل جانب.
بيت الصلاة مستطيل صغير الحجم أبعاده نحو 5×6.50 وسقفه محمول على ثلاثة عقود مرتكزة على عمودين، وهذه البائكة تقسم بيت الصلاة إلى وحدتين فراغيتين متساويتين كل منها يغطيها قبو برميلي متوازي مع جدار القبلة.
وفي مثل هذا الجامع فإن القوانين البائية والمعمارية تحتم أن تبنى عقود الجدارين الطوليين لتدعم الجدران، ولكي تتحمل الرفس المعماري الذي يحدثه القبوان البرميليان على الجانبيين الطوليين، وعليه فإنه من الضروري بناء هذه البائكة الملتصقة في كل جدار والمكونة من ثلاثة عقود، وتبدو هذه العقود كبائكة كاذبة تبرز عن سطح الجدار بنحو 30 سم، هذا التنظيم المعماري لا يشاهد على الجانبيين القصيرين من بيت الصلاة.
ويقع المنبر في وسط جدار القبلة على محور واحد مع مدخل بيت الصلاة زود بيت الصلاة بشباكين للتهوية والإنارة في كل جدار عدا جدار القبلة، وفي الواقع فإن الترتيب المعماري الداخلي والهيكل البنائي لبيت الصلاة في هذه المساجد هو نسخة مما نشاهده في بقية المساجد العثمانية، ويعكس هذا تقليداً معمارياً ميز كل أنواع العمارة الدينية وخاصة معمار المسجد الليبي.
والعمودان بتاجيهما هما نموذجان من الأعمدة والتيجان التي صارت شائعة الاستخدام في بداية القرن الثامن عشر واستمرت فيما بعد، وخاصة في الأبنية الدينية والمدنية التي شيدت في عهد الدولة القرمانلية والدولة الحسينية المعاصرة لها في تونس.
حنية محراب جامع المجيدية لها عقد حذوة الفرس محمول على عمودين مندمجين، لهما تاجان يذكران بتيجان الأعمدة التي عرفت في الدولة الحفصية والمحراب في شكله العام، هو استمرار لأشكال المحاريب التي عرفت في العهد الحفصي في تونس.