موقع وتاريخ حصن الترك:
يقع هذا الحصن في الضفة الشرقية لوداي عين الصفراء على ربوة تعلو حي المطمورة ومشرفة على المدينة، أطلق عليه الأوروبيون اسم حصن الشرق نسبة إلى موقعه، أما الأهالي فيطلقون عليه اسم حصن الترك نسبة إلى الأتراك الذين سكنوا المدينة.
لقد تضاربت الآراء حول تاريخ بناء هذا الحصن واسم مؤسسه، فمنهم من يرفعه إلى الباي بوشلاغم، ورأي آخر ينسبه إلى القائد حميد العبد شيخ قبيلة سويد، ويرجع رأي آخر فترة بنائه إلى عهد الأتراك دون ذكر تاريخه ولا مؤسسه، هذا ونشير إلى أن جميع المراجع التي تحدثت عن الحصن لم تذكر تاريخ بنائه.
ولكن عند قيامنا بالدراسة الميدانية تفاجأنا بوجود لوحة تأسيسية مثبتة على الحائط فوق بوابة المدخل الرئيسي للحصن، وعند محاولتنا قراءة النص الكتابي وجدنا الحروف متداخلة وغير واضحة بفعل الطبقة الجصية التي كانت تكسو هذه اللوحة والتي تحللت بفعل العوامل الطبيعية وغطت الحروف، ولذلك اضطررنا إلى تنظيفها وإبراز حروفها، ورغم ذلك فقد استطعنا قراءة الأسطر الستة وتعذر علينا قراءة الجزء الأخير من السطر السادس لشدة طمسه.
وللإشارة فإن هذه اللوحة شكلها مستطيل مصنوعة من الحجر الرملي، يبلغ عرضها 40 سم وعلوها 60سم نقشت عليها كتابة بخط النسخ المغربي بطريقة النقش البارز، وقد وزعت هذه الكتابة على ستة أسطر داخل مستطيلات متماثلة.
خصائص حصن الترك:
بعد تحليل اللوحات الموجودة في الحصن اتضح لنا غياب اسم المؤسس، وإذا افترضنا أن الباي مصطفى بوشلاغم هو من بنى هذا الحصن، فلماذا لم يكتب اسمه عليه مع العلم أنه كان معروف بتخليد اسمه على المنشآت التي يشيدها، كما هو الحال بالنسبة لضريحه الذي يعرف به اليوم والذي يبعد كثيراً عن موقع الحصن هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن هذه اللوحة جاءت بسيطة سواء من حيث نص الكتابة الخالي من كلمات الشكر والثناء والدعاء أو حتى من ناحية المادة التي صنعت منها.
وذلك بالنظر إلى أهمية هذا الحصن بالنسبة للمدينة، إذ كان وصف مستغانم من طرف الباحثين والمؤرخين مقرونا في غالب الأحيان بذكر اسمه، وهذا ما جعلنا نحتفظ في أن يكون هذا الحصن يعود للباي بوشلاغم، وما زاد من تأكدنا وصف الرحالة مارمول كربخال لمدينة مستغانم في القرن 17 ميلادي.