وصف الزاويا العثمانية غير التقليدية:
إن أسلوب التسقيف أو التغطية بقبة في الوسط تكتنفها الأقبية، سواء كانت نصف اسطوانية أو متقاطعة أو مروحية من جانبيها قد عُرف في مصر، في ضوء الأدلة الأثرية المتوفرة حتى الآن منذ العصر الفاطمي، كما يوجد أقدم مثل باق لهذا النوع من الأسقف في مشهد الجيوشي 478 هجري، حيث يسقف الرواق الأول مما يلي جدار القبلة قبة تعلو المربع الذي يتقدم المحراب، وهي مقامة على أربع حنايا ركنية كبيرة، بينما يسقف كل مربع من المربعين الجانبيين قبو متقاطع.
ومن الأمثلة التالية نذكر جامع الأمير آق سنقر الناصري (الجامع الأزرق)، والذي بني في 747-748 هجري، حيث ينفرد هذا الجامع بين جوامع القاهرة بأن أورقته كلها كانت مسقوفة بأقبية متقاطعة، ويستثنى من ذلك المربع الذي يتقدم المحراب (بمقدم الجامع)، حيث تعلوه قبة مقامة على أربعة حنايا ركنية كبيرة، وتكتنف هذه القبة من جانبيها بطبيعة الحال الأقبية المتقاطعة.
ونذكر أيضاً إيوان القبلة بمدرسة الأمير قاني باي الرماح 908 هجري بالقبعة، والقريبة أيضاً من مصلى المؤمني وزاوية حسن الرومي، حيث يسقف هذا الإيوان قبة ضحلة في الوسط مقامة على أربع مثلثات كروية، ويكتنف هذه القبة من جانبيها قبوان نصف اسطوانين، أما عن مصدر هذا النوع من الأسقف فالراجح انه بلاد الشام، حيث شاع هذا النوع من التسقيف في العديد من المدن وخاصة مدينة حلب وطرابلس.
سمات الزاويا العثمانية غير التقليدية:
كذلك لقد شاع هذا النوع من التسقيف في العديد من مدن الشرق الإسلامي خلال العصور التي حكمت فيها الدول التركية المتعاقبة، وذلك بدءاً من العصر السلجوقي إلى عصر الإمارات التركمانية وأخيراً العصر العثماني، والأمثلة الباقية دالة على ذلك كثيرة، هذا عن القبة والأقبية على جانبيهما، أما عن الأمثلة خارج مصر وتحتوي على قبتين تتبع إحداهما وراء الأخرى، أي على محور المحراب، فنذكر من بينها كل من: جامع محمود باشا باسطنبول وجامع جدم أحمد باشا بأفيون.
وبالنسبة لتخطيط زاوية رضوان بيك فهي عبارة عن مساحة مستطيلة (10.80 × 7.80 متر) فقد قسمت بواسطة بائكة واحدة إلى رواقين موازيين لجدار القبلة، وتتكون هذه البائكة من كمر خشبي يرتكز على عمود مستدير من الحجر الصوان تعلوه دعامة مستطيلة في الوسط وعلى الدعامتين بارزتين ملتصقتين بكل من جداري الضلعين الجانبيين هما: الضلع الجنوبي الغربي والضلع الشمالي الشرقي المقابل له.
