اقرأ في هذا المقال
خصائص العمائر العثمانية:
اعتمد العثمانيون في عمائرهم الأولى على الطراز السلجوقي، حيث كان التخطيط المساجد يقوم على أروقة محمولة على أكتاف، وعلى كل مربع من هذه الأروقة قبة صغيرة، وفي رقبة كل قبة تفتح نوافذ للإضاءة، ويعتبر جامع (أولو) مثالاً على هذا النمط، وبعد فتح القسطنطينية ساد طراز (أيا صوفيا) أصبح المسجد يتكون من رواق رئيسي على تخطيط متعامد فوق قبة كبيرة حولها أصغر، أما هذا الرواق فيوجد حوله صحن بوائك مغطاة بقباب صغيرة وفي وسطه فسيقة للوضوء، ويعتبر عصر المعمار سنان باشا هو العصر الذهبي للعمارة العثمانية، الذي أصبح له تلاميذ حتى في الهند خدموا سلاطين الهند وبنوا لهم العمائر العظيمة.
عمائر الطراز الأول – السلجوقي:
جامع أولو في بورصة (العاصمة العثمانية الأولى): حيث بدأ تشييده زمن مراد الأول 803 هجري، ويتكون من مبنى مستطيل به أربعة صفوف من الأروقة ذات الأكتاف وخمس مربعات تعلوها قباب ويوجد بالمربع الواقع في الرواق الأوسط حوض به ماء، وينفذ الضوء إلى المسجد من نوافذ موجودة في عنق كل رقبة، وإذا كان المسجد صغيراً فإنه يقوم على قبة سائدة أمامها ردهة مسقوفة.
عمارة الطراز الثاني – العثماني:
بعد تحويل كنيسة أيا صوفيا إلى مسجد عقب فتح القسطنطينية وبناء مئذنة لها في الركن الجنوبي الشرقي، فقد أراد محمد الفاتح تأكيد النصر العسكري الذي توج بفتح مدينة طالما حلم وسعى المسلمون لفتحها منذ زمن الخلفاء الراشدين زمن عثمان بن عفان (رضي الله عنه)؛ أي لأكثر من ثمانية قرون بنصر معماري عبر بناء مسجد يضارع عظمة كنيستها، فبدأ في بناء جامع محمدية.
جامع المحمدية: بدأ السلطان محمد بناءه عام 868 هجري واستمر البناء ثماني سنوات وأشرف عليه مهندس تركي وليس يوناني، حيث إنه جمع البناء بين الطراز السلجوقي المستقر في الأناضول وبين طراز آيا صوفيا، وقد نفذ المسجد بصورة بسيطة للتخطيط المتعامد ولأنصاف القباب الأربعة الساندة بغير منصات، وفي صدر المسجد أقيم صحن كبير تتوسطه نافورة وتحيط به من جوانبه أربعة أروقة مفردة مسقوفة بقباب صغيرة تطل على الصحن.
ولعل سعي محمد الفاتح لتزاوج الفن المعماري السلجوقي المنتصر مع الفن البيزنطي المهزوم تأكيداً على سيادة الإسلام وإنتاج فن جديد يجمع المنتصر مع المهزوم.