خصائص العمارة السلجوقية

اقرأ في هذا المقال


القلاع والقصور السلجوقية:

لما كان السلاجقة وفروعهم أهل حرب وجهاد فقد اعتنوا بالأبنية العسكرية، وقد بنى نور الدين محمود سوراً لدمشق وقلعة، كما كانت له أعمال في قلعة حلب، ولم يتبق من قصور الأتابكة بالعراق سوى قصر (قرة سراي) أي القصر الأسود، وهو أطلال لقصر بناه بدر الدين لؤلؤ على نهر دجلة عام 631 هجري، وعثر على قصر في ديار بكر ذكر أنه يحتوي على خمسين غرفة.

وقد اهتم الأيوبيون بتحصين مصر فبنى صلاح الدين سوراً حول القاهرة والفسطاط والقطائع والعسكر وبنى قلعة الجبل التي أتم بناءها أخوة العادل، كما أضاف السلطان غياث الدين بن غازي إلى قلعة حلب زوجاً من الأبراج الضخمة يحيطان بالمدخل ويتصلان ببعضهما بواسطة جسر طويل به صف من العقود المالية المدببة.

كما أضاف السلاجقة ابتكارات هامة في التحصينات أهمها باب الباشورة، والباب المدرج وبرج المطار الخاص بالحمام الزاجل ونقلها الصليبيون فيما بعد إلى أوروبا.

الخانات السلجوقية:

بقي في العراق خان سلجوقي يرجع للقرن السابع الهجري موجود في الطريق بين سنجار والموصل، وهو مربع التخطيط له أبراج مستديرة في الزوايا وحجرات مقبوة وبقع في الأناضول، وهو بنظام الصحن المركزي الذي تدور حوله حجرات مقبوة يتوصل إليه عن طريق باب في الوسط ويتوسطه مصلى صغير، ومن النماذج الطريفة (سلطان خان) في طريق قونية مبني سنة 626 هجري، ويلحق بالصحن فيه مخازن للبضائع مستطيل الشكل عرضه ثلاثة أروقة مغطاة بقبوات قائمة على دعائم وله قبة صغيرة.

الزخرفة السلجوقية:

أغرم السلاجقة باستخدام الأواوين والقباب، مما أضفى على عمائرهم مسحة رائعة من الجدية والفخامة، ولقد اهتموا ببوابات بناياتهم فزادوا في حجمها وبروز عقدها، كما دمجوا المآذن فيها فزادت في سموها ورقيها، ووجهوا عنايتهم إلى زخارفها فطوروها وجددوا في تكوينها وعناصرها وكان الآجر مادة مرنة للبناء والزخرفة في آن عبر ترتيب أحجارها تعاكساً وتبادلاً وبروزاً وخفاءً أو حتى بالكتابة الكوفية أو نسخاً، مما جمع بين الجمال والتاريخ للمبنى؛ أي أن الآجر أصبح مادة بناء وزخرفة في نفس الوقت، وهذا هو الابتكار الفني الأساسي للعمارة العباسية بكل أطوارها ووارثيها من الدول الإسلامية التي قامت بعدهم.


شارك المقالة: