أصغر القباب المستخدمة في هذه المساجد تلك التي تسقف مسجد العسوسي والدباغ وقطر القبة في كليهما في حدود 2.80 متر، واعتماداً على المصادر التاريخية فإن مسجد العسوسي شيده عبد العزيز بن محمد الأوسي الأنصاري في نهاية العصر الحفصي قبل الاحتلال الإسباني لطرابلس في سنة 1510.
والمسجد حالياً في حالة حسنة، مما يوحي بإعادة بنائه أو تجديده في فترة لاحقة، ربما في النصف الثاني من القرن السابع عشر، وهي الفترة التي شيدت فيها أغلب المساجد الصغيرة المسقوفة بقبة أو بأربع أو ست قباب، بحسب ما توصلنا إليه اعتماداً على المصادر التاريخية والأدبية وتتبع أسماء الشخصيات المنسوبة إليها هذه المساجد.
مميزات المساجد العثمانية ذات الأربع قباب:
إن قباب مسجد الدباغ محمولة على مثلثات كروية متشابهة مع مسجد العسوسي، واستطعنا نسبته إلى محمد الدباغ الذي كان ضابطاً في جيش الانكشارية لولاية طرابلس الغرب في سنة 1689، وكان معاصراً لمحمود خازندار الذي شيد كذلك مسجداً في سنة 1680، عليه فإن مسجد الدباغ اعتماداً على المقارنات المعمارية والخلفيات التاريخية يجب أن نؤرخ بناءه في القرن السابع عشر.
أما القباب التي أقطارها في حدود 3.50 متر، فهي تسقف كلاً من مسجد النخلي ومسجد السكلاني وجامع محمود خازندار، وهذه المساجد الثلاثة الأولى مسقوفة بقباب محمولة على مثلثات كروية، في حين أن قباب المسجدين الأخيرين محمولة على حنايا ركنية.
وهذه المساجد مؤرخة وثابتة التاريخ باستثناء مسجد السكلاني، حيث يجب إرجاعه إلى النصف الثاني من القرن الثامن عشر، ومسجد وزواية المشاط بجنزور ما زالت في حالة جيدة ومسجدها به زخارف جصية حديثة في منطقة المحراب، يساعدنا هذا في إرجاع ونسبة هذه الزاوية إلى القرن الثامن عشر.
جامع القبطان وجامع الكتاني ومسجد بن الطبيب قبابها أكبر حجماً إلى حد ما ومحمولة على حنايا ركنية وأقطارها نحو 3.75 متر 3.90 متر على التوالي، والمسجدان الأخيران غير مؤرخين، وبما أن قباب هذه المساجد هي الأكبر، وبما أن تاريخ تأسيس مسجد الكتاني غير معروف عليه يجب إرجاعه إلى نهاية القرن السابع عشر أو بداية الثامن عشر.
وفي حالة مسجد ابن الطبيب الذي تسقفه أكبر القباب في هذه المجموعة، وعلى الرغم من وجود لوحة تذكارية على مدخل المسجد، لكنها غير مقروءة، لكن من المرجح إرجاع تشييد هذا المسجد إلى النصف الثاني من القرن الثامن عشر.