خصائص المساجد العثمانية في ليبيا

اقرأ في هذا المقال


لقد أوضحنا أن أغلب المساجد الليبية القائمة حالياً قد شيدت أثناء الفترة العثمانية (155_1911)، وأن أغلبها أقيمت في منطقة طرابلس الغرب وخاصة في مدينة طرابلس القديمة وضواحيها والمناطق القريبة منها، ذلك أن هذه المدينة كانت مقراً للحكومات والإدارات المتعاقبة، كما أنها المدينة التي شهدت تطوراً معمارياً وفنياً هائلاً على الرغم من تعرضها للدمار الشديد في فترات مختلفة.

المسقط الأفقي والتقسيمات الفراغية:

إن المخطط المعماري لعدد كبير من المساجد الليبية التي توجد معظمها بالمدينة القديمة بطرابلس، يتكون من بناء مربع أو شبه مربع يمثل بيت الصلاة حجمه متواضع، غالباً ما تكون أبعاده 5×5 متر، وفي حالة واحدة تصل أبعاد بيت الصلاة إلى نحو 12 متر للضلع.

وفي حالة كون بيت الصلاة مستطيلاً فإنه يتكون من قسمين: القسم الرئيسي يضم المحراب والمنبر أحياناً ومسقوف بقبة، في حين يسقف القسم الثاني بقبو أو بقبوين برميليين، عادة يوضعا على جانب واحد من القبة، وفي حالة واحدة يكتنف القبة قبوان برميليان.

وهذه المجموعة من المساجد الصغيرة توضح أمثلة لنفس تصميم المسجد ذي الوحدة الفراغية الواحدة المسقوفة بقبة، والاختلافات الموجودة بينها لا تنحصر في تصميم بيت الصلاة المربع، ولكن تكمن في التكوين العام للبناء ومفرداته المعمارية التي تشمل عناصر معمارية أخرى مكملة، قيما له علاقة بالمكونات الأخرى ذات الوظائف المختلفة التي تكون التوافق المعماري والجمالي والوظيفي في هذه المجموعات المعمارية الدينية ككل.

بالإضافة إلى قاعة الصلاة ذات القبة الأساسية، فالبناء يحتوي أحياناً على حجرة مسقوفة بقبو برميلي، وعادة ما يشغلها الحمام والميضأة والمراحيض، هذه الحجرة تعمل كردهة بين قاعة الصلاة والشارع، وفي حالات أخرى تزود بعض المساجد بصحن يحاط برواق أو أروقة وتحددها جدران غير مرتفعة، والمساجد من هذا النوع لا تتعدى أبعاد الصحن بها أبعاد بيت الصلاة نفسه، وكقاعدة عامة نجد على جانب من جوانب الصحن روقاً بدوره يحتوي على حمام ومراحيض وميضأة.

وبالطبع فإن الفراغ المتاح والمخصص للبناء، هو الذي يحدد فيما إذا كان بيت الصلاة سيزود بصحن أم لا، وعلينا ملاحظة أن هذه المساجد ذات الصحون، وعلى الرغم من صغر حجمها فإنها تندرج تحت المساجد ذات التخطيط التقليدي: بيت صلاة مسقوف وصحن مكشوف.


شارك المقالة: