المظهر الداخلي للضريح:
يوجد فتحة مربعة داخل عمق الجدار الداخلي لهذه الحجرة، لم نعرف في البداية وظيفتها لكن بعد ملاحظات الدقيقة وتفقدنا لسطح الحجرة، اكتشفنا أن هذه الفتحة كانت عبارة عن قناة وسط الجدار تستعمل في صرف مياه الأمطار التي تتساقط على السقف، وتمر عبر قناة فخارية تستخدم ربما في سد حاجيات الضريح من الماء او لتفادي تشقق الجدران بفعل مياه الأمطار.
وبعد الخروج من هذه الحجرة نجد على يمينها كتلة لمدخل بسيط يرتفع بدرجتين أو أكثر قليلاً عن مستوى أرضية الفناء، وهو عبارة عن فتحة باب ذات مصرعين من الخشب يعلوهما عقد نصف دائري.
يفضي هذا الباب إلى بهو شكله مثلث تقريباً أرضيته مبلطة بالإسمنت، وسقفه ذو قبو اسطواني مبني بالآجر غير المثقب، يستعمل هذا البهو اليوم كمطبخ للعائلة الساكنة بهذا الضريح، وعند تفقدنا للجدران الداخلية لاحظنا في الجدار الفاصل بينه وبين حجرة القبة الكبيرة فتحة معقودة بعقد نصف دائري.
وللتأكد دخلنا إلى هذه الحجرة عبر فتحة مستحدثة في جدارها الشمالي فوجدنا نفس الفتحة، ولكنها مسدودة أيضاً، وهو ما جعلنا نستنتج أن الدخول إلى هذه الحجرة كان عبر الفتحة المسدودة، مع ملاحظة أنه لا يوجد أي باب للدخول إلى هذه الأخيرة.
وفي الأخير تم ترجيح أن المدخل الذي يؤدي إلى البهو ربما يكون المدخل الرئيسي للضريح ككل، آخذين بعين الاعتبار مقارنته بضريح الباي بوشلاغم الذي يشبهه إلى حد كبير في مخططه العام.
مواد البناء والزخرفة للضريح:
لقد تنوعت مواد البناء التي استخدمت في تشييد هذا المعلم ما بين الحجارة غير المنظمة والآجر غير المثقب، واستعمل الملاط الأحمر في الربط بينها وهي نفس المواد المستعملة تقريباً في بناء ضريح الباي بوشلاغم.
فأما الحجارة غير المنتظمة فاستخدمت في بناء الجدران الخارجية والداخلية للضريح، ويتضح ذلك من خلال التشوهات التي لحقت بالمبنى، واستعمل معها أيضاً الآجر غير المثقب للتسوية، كما استعمل هذا الأخير في تشكيل العقود الداخلية وفي بناء القبتين، كذلك في أطر النوافذ وفتحات الأبواب الفاصلة بين الحجران، إضافة إلى هذا استخدمت مواد بناء حديثة كالإسمنت والآجر المثقب والتي أثرت بشكل كبير على الهيكل المعماري للضريح.