عمارة دار الصناعة في مدينة المهدية

اقرأ في هذا المقال


خصائص دار الصناعة في مدينة المهدية:

دار الصناعة وهو مصطلح كان يطلق على الأماكن التي كان يتم فيها صناعة السفن بالأخص السفن الحربية. حيث أشارت المصادر التي تحدثت عن المهدية إلى منشاتين مهمتين ترتبطان بالموقع الساحلي لمدينة المهدية، وباهتمام الإمام عبيد الله المهدي وخلفائه بتأسيس قوة بحرية لعبت دوراً مهماً في حروب الفاطميين وانتصاراتهم.

كذلك كان لها دور في النشاط التجاري المتصل بنقل السلع والبضائع والركاب بين المواني المطلة على البحر التجاري، والذي كام متصل بنقل السلع والبضائع والركاب بين المواني المطلة على البحر المتوسط، ثم في مرحلة لاحقة في البحر الأحمر بعد سيطرة الفاطميين على مصر وتحويلهم للتجارة العالمية الآتية من الشرق، والتي كانت تمر بالخليج إلى البحر الأحمر.

حدد البكري موضع دار الصناعة في مدينة المهدية وبعض ملامحهما المعمارية، فنذكر أنها شرقي قصر عبيد الله المهدي وتسع أكثر من مائتي مركب فيها قبوان كبيران طويلان لآلات المراكب وعددها لئلا ينالها شمس ولا مطر، وقد أكد التيجاني ما ذكره البكري عن موضع دار الصناعة فذكر أنها بشرقي قصر عبيد الله المهدي، حيث كانت هي دار الصناعة الآن.

وهو وصف يفيد أن موضع قصر عبيد الله أصبح يحدد بدار الصناعة التي ظلت باقية حتى عهد التيجاني، وهو ما يعني أن هذه الدار ظلت عامرة لعدة قرون.

وصف دار الصناعة في مدينة المهدية:

كما وصف البكري دار الصناعة يتضح كبر حجمها، فقد كانت تتسع  لأكثر من مائتي مركب، وهي طاقة ضخمة يكشف عن حجم طاقة العمل بهذه الدار في هذه الفترة المبكرة من تاريخها، كذلك يشير وصف البكري إلى أن هذه الدار كانت تشتمل على مبنيين لحفظ الآلات والعدد التي كانت تستخدم في صناعة السفن وإصلاحها.

وهذان المبنيان كانا كبيرين في الحجم وبهيئة مستطيلة، وكان يعلو كل منهما سقف معقود قبواً، ويكشف كبر حجم المبنيين عن كثرة الآلات والعدد التي كانت تستخدم في صناعة السفن وإصلاحها، وهو ما يؤكد ضخامته إنتاج هذه الدار من السفن، وضخامة الخدمة التي تؤديها للسفن حيث تحتاج إلى إصلاح، وهو ما أكده التيجاني عندما قوم عمارة هذه الدار فذكر أنها من عجائب الدنيا.


شارك المقالة: