خصائص رصف الأرضيات في اليمن القديم:
استخدمت عدة أساليب في رصف أرضيات المعابد والمباني العامة، وقد اختلفت من معبد لآخر ومن مبنى لآخر، وفي أغلب الأمثلة استخدمت ألواح من الحجر الجيري المشذب والمصقول في عملية الرصف، غير أن أشكاله وطريقة الرصف اختلفت من مثال لآخر.
وأكثر الأماكن التي كان يتم رصفها هي أفنية المعابد وقدس الأقداس، والأسلوب الشائع هو تنظيم حجارة الرصف مستطيلة الشكل بوضعها بجانب بعضها بشكل متوازي، ويمكن ملاحظة ذلك في أغلب المعابد اليمنية القديمة مثل معبد صرواح وقاعة المدخل في معبد أوام، وفي بعض الأحيان استخدم البرونز في طلاء الأماكن الفاصلة بين الحجارة.
كما أعيد استخدام حجارة قديمة في رصف أرضيات جديدة في أفنية المعابد، كما في فناء قاعة المدخل في معبد أوام، ونفس الأسلوب استخدم في معبد برآن حيث ظهرت حجارة الرصف متآكلة إلى حد كبير، مما يدل على طول فترة الاستخدام وتأثير المياه التي كانت تخرج من البئر الموجود في الفناء.
ولم يكن هناك مقاس معين للحجارة المستخدمة في عملية الرصف، فقد استخدمت حجارة ذات مقاس واحد أو متفاوتة المقاسات حسب المساحة المراد رصفها، فهناك معابد رصفت بحجارة كبيرة الحجم مثل معبد نكرح داخل مدينة براقش في مملكة معين، ومعابد آخرى رصفت بحجارة صغيرة وبشكل متوازي كالفناء الخارجي لمعبد صرواح.
أساليب رصف الأرضيات في اليمن القديم:
ومن الأساليب الآخر في رصف الأرضيات ترتيب يقوم على تنظيم حجارة الرصف على شكل السمكة أو السنبلة، بحيث تلتقي الحجارة المستطيلة الشكل عند الرؤوس، وكشف عن مثال واحد لذلك الأسلوب في المجمع الشعائري على جبل العود.
ووجد أسلوب آخر يختلف عن الأساليب السابقة من حيث شكل الحجارة نفسها، فبينما كانت في الأسلايب السابقة مستطيلة الشكل وتم ترتيبها بأوضاع مختلفة، اختلفت أشكال الحجارة في هذا الأسلوب حيث استخدمت حجارة غير منتظمة الشكل، فليس هناك شكل هندسي ثابت للوح الحجري المستخدم في الرصف ووضعت بجانب بعضها بشكل عشوائي، ويمكن ملاحظة ذلك في فناء معبد عثتر في مملكة معين، وبالرغم من ذلك فإنه يعطي نوع اللمسة الجمالية عند مشاهدته كوحدة متكاملة.
وقد اجتمع أكثر من أسلوب أو طريقة وكذلك أكثر من مادة بناء في رصف مكان واحد، ويعتمد ذلك على موقع الرصف في المعبد، كما في معبد (ود) حيث استخدمت الحجارة الجيرية في رصف أرضية الفناء بالإضافة إلى الحجارة البركانية من النوع المعروف والذي رصفت به إحدى غرف قدس الأقداس.