خصائص قصر الجوسق الخاقاني:
لعبت الزخارف دوراً كبيراً في قاعات وردهات القصر لاسيما الأجزاء السفلية من الجدران، والتي غطيت بطبقة جصية عليها رسوم بارزة وأخرى محفورة بعناية كبيرة ودقة متناهية، لكن زخارفها إما هندسية أو نباتية، فالخطية تكاد لا تظهر في سامراء وكثيراً ما غطيت السقوف والجص بالصور الملونة، ويعتبر هذا ميلاد فن التوريق (الأرابسك) واستخدمت رسوم عناقيد العنب وهي منسقة مهذبة، وهو الطراز الأول من زخارف سامراء، حيث تقترب العناقيد فيه من الطبيعة.
بينما الطراز الثاني يزداد فيه التهذيب والتنسيق والبعد عن الحقيقة، أما الطراز الثالث وهو أحدثها جميعاً فهة زخارف قطوعها خطية ولا تحاكي الطبيعية في شيء، وهي مصبوبة في قوالب وليست محفورة في الجدران نفسها، كما هو حال الطرازين الأول والثاني وتتكر بشكل لا نهائي بالتبادل بين وحديتها.
ميزات زخارف قصر الجوسق الخاقاني:
يذكر أن الألمان قد اكتشفوا مجموعة رسوم كانت تزين جناح النساء وقاعة العرش والحمام، حيث تضم رسوماً آدمية وحيوانية رسمت بألوان مائية على الجص متضمنة مواضيع مختلفة منها رسوم اصيد وراقصات، أما جدران الغرف الرئيسية فقد كانت مزينة بزخارف ارتفاعها أربعون بوصة وعلى وزرات، وقد زين باطن العقد في الإيوان الأمامي بثلاثة أشرطة زخرفية الشريط الأوسط فيها أعرض من الشريطيين الجانبيين، حيث إن هذان يحتويان على عناصر زخرفية من سيقان العنب التي تشكل صفوفاً مزدوجة من الحلقات تحتوي كل واحدة منها على ورقة عنب بين فصوصها عيون.
أما الشريط الأوسط فقد زخرفة بسلسة من زهرات ذات فصوص متماسكة مع بعضها البعض بشكل واضح، كما أن هناك إزارة من الزخارف الجصية في الإيوان الكبير تمثل خطاً متكسراً بشكل مثلثات في سوط كل واحد منها زهرة سداسية منتظمة أو مفصصة مشابهة لتلك التي عرفت في قصر المشتى.
أما صور جناح الحريم فهي تمتاز بتنوع كبير في موضوعاتها وتمثل صور راقصات وفارسات في مناطق مربعة أو مثمنة وصيادون أو موسيقيون ورسوم آدمية مع الطيور والحيوانات، وزخارف نباتية قوامها فروع تأخذ أشكالاً مختلفة لدوائر أو لأشكال لولبية تضم داخلها رسوماً متنوعة، وكذلك رسوم رجال تحت عقود مع أسماء عربية وبقايا كلمات يونانية.