خصائص قصر الحير:
نشاهد الكثير من الأعمال الجصية في هذا القصر، حيث أنه يوجد على أرضية الغرف ذات السلالم لوحتان، الأولى تمثل امرأة داخل إطار دائري، تحمل رداء فيه فواكه وحول عنقها أفعى، كما يوجد حول الشكل الدائري حقول مستطيلة يحيطها إطار مملوء بالنباتات وعناقيد العنب، وفي الساحة المستطيلة مخلوقان خرافيان، حيث وصفت هذه اللوحة بأن الصورة الأولى تتألف من شكل دائري يضم في وسطه صورة نصفية لسيدة في وضع مواجه، وقد أمسكت بيدها قطعة قماش (منديل) مليئة بالفواكه، وقد طوقت عنقها بعقد من حبات اللؤلؤ وتحته يلتف ثعبان، مما يذكرنا بصورة جيا (جايا) آلهة الأرض.
ويحيط بالميدالية شريط من حبات اللؤلؤ فيه زخارف نباتية دقيقة، ويظهر فوق الميدالية كائنان بحريان خرافيان متقابلان على أرضية ذات زخارف نباتية ويمسك كل منهما في يده بعصا، ويتألف كل من الكائنين من النصف العلوي لإنسان والنصف السفلي لسمكة (القنطورس البحري)، وقد كان الهدف الفني للفنان المسلم من هذه التكوينات الخرافية إثارة الإعجاب لا إثارة الانفعال وتحدي الخيال لا محاكاة الطبيعة.
كما كان يهدف إلى التعبير الجمالي والتشكيلي، وهي النظرية التي يسير على هديها التصوير الفني المعاصر.
ميزات زخارف قصر الحير:
أما القبو الأسطواني الذي يغطي الحجرة الأولى من حمام قصير عمرا فهو مقسم إلى 17 معيناً بواسطة أشرطة نباتية متقاطعة، وهذه المعينات يحف بها اثني عشر مثلثاً، ويشغل هذه المعينات والمثلثات صور رجال ونساء وحيوانات، وقد حصرت صور الجانب الشمالي كالتالي: الصف الأول اختفت رسوماته والصف الثاني رسم لطائر لقلق ورسم لغزال يليه غزال آخر والصف الثالث رجل يلبس قميصاً رومانياً ويعزف على الناي وراقصته تلبس قميصاً بلا أكمام بحزام أبيض والصف الرابع تصوير لطائر مالك الحزين والحيوانات ربما يكون حماراً وحشياً يليه حيوان آخر.
بينما تأتي صور الرجال الثلاثة التي ترمز لمراحل العمر في المعينات والتي تقع وسط القبو وعلى الجانب الأيمن يوجد في الصف الأول حيوان صغير ثم أفعى ملفتة ومستعدة للانقضاض ثم حيوان صغير لعله قطة تراقب فريستها، وفي الصف الثاني طائر لقلق وحمار وحشي ووعل وطائر له عرف ربما كان ديكاً، وفي الصف الثالث دب أو قرد يجلس على مقعد ويعزف على آلة وترية ربابة.