اهتم الفنانين بزخرفة القبة من الداخل والخارج اهتماماً بالغاً، وظهر هذا الاهتمام بصفة خاصة في زخرفة منطقة الانتقال والرقبة والقبة نفسها بشتى أنواع الزخارف التي أضفت على القبة مظهراً آخاذاً، وقد بدأ هذا الاهتمام منذ العصر الفاطمي واستمر حتى نهاية العصر المملوكي.
زخارف منطقة الانتقال من الداخل:
زخرفت حنايا منطقة انتقال القباب بزخارف جصية من رسوم نباتية محفورة وأشرطة كتابية، واستمر هذا التقليد متبعاً أيضاً في حنايا بعض مناطق انتقال القباب الأيوبية، كما هو الحال في قبة الخلفاء العباسيين، حيث زخرفت الحواف بزخارف نباتية دقيقة وتوجد في كوشات العقود دوائر زخرفية ذات زخارف نباتية ملونة.
ويتضح من بقايا الزخرفة في حنايا منطقة انتقال قبة شجر الدر أن جوف الحنايا وكوشات عقودها وإطاراتها كانت ذات زخارف نباتية دقيقة، وقد زاد الاهتمام في تلك الزخارف في عصر المماليك البحرية، واتصف تنفيذها بمزيد من الدقة والإتقان، ومن أروع أمثلتها حنايا منطقة انتقال قبة أحمد بن سليمان الرفاعي التي شغلت بزخارف نباتية جصية بارزة عبارة عن أوراق ثلاثية متكررة أو على هيئة الحرف اللاتيني.
وأيضاً حنايا منطقة انتقال قبة زين الدين التي شغلت بزخارف نباتية جصية بارزة وغائرة، وقد شغلت إطارات الحنايا أيضاً بزخارف نباتية تتخللها عبارة “المللك لله” مكررة، وقد نفذت زخارف الحنايا السابقة بأسلوب الحز مع التلوين.
أما في العصر الجركسي فقد اتبع أسلوب حفر الوحدات الزخرفية المتعددة بحنايا منطقة الانتقال وقوام هذه الزخارف رسوم نباتية وهندسية في غاية الدقة والإتقان.
زخارف رقبة القبة من الداخل:
بالنسبة لرقبة القبة من الداخل فقد زينت هي الأخرى بزخارف في غاية الروعة والإتقان، وهي عبارة عن رسوم نباتية وهندسية متنوعة تشغل كوشات عقود شبابيك الرقبة وإطارتها الخارجية أو الدوائر الزخرفية المفرغة التي حلت محل شبابيك الرقبة، كما هو الحال في رقبة قبة الأشرف خليل، كما يحدد شبابيك الرقبة أو الدوائر الزخرفية بها أشرطة كتابية بالخط النسخي المملوكي البارز قائمة على مهاد من الزخارف النباتية الدقيقة، وقد تكون هذه الأشرطة بواقع شريطين يحددان شبابيك الرقبة من أعلى ومن أسفل، كما هو الحال في القبة الثانية في خانقاه البندقداري.
ويمكن أن تكون بشريط واحد إما يحدد أسفل الدوائر الزخرفية بالرقبة، كما هو الحال بقبة الأشرف خليل، وإما أعلى شبابيك الرقة، كما هو الحال في قبة حسام الدين طرنطاي.