زخرفة مسجد كتشاوة في الجزائر

اقرأ في هذا المقال


الزخرفة الهندسية في مسجد كتشاوة:

من خلال اللوحات التي تركها لنا الرحالون الأجانب عن المسجد، يمكن أن نلاحظ الثراء الزخرفي الذي كان يتمتع به، بدءً من الزخرفة الهندسية إلى الزخرفة الكتابية، ولذلك سنحاول أن نستشف تلك الزخارف المتنوعة من بعض اللوحات، فنبدأ أولاً بالزخرفة الهندسية التي تبدو قليلة بالمقارنة مع العناصر الأخرى، وهي تنحصر في الأشعة المتوهجة من نواة الطاقة الركنية إلى أنصاف الدوائر المتناوبة فوق بعضها البعض، وكأن الفنان يرسم زعانف السمك.
وبذلك التعاقب التركيبي للزعانف يجعل العين تنتقل في التمعن من أسفل القبة إلى وسطها، وكذلك الحال بالنسبة للخطوط المشعة، فهذه الوضعية للزخرفة تجذب النظر إليها، وتدخل الراحة والاطمئنان في نفوس الناظرين، كما تترك الإنسان ينتقل بنظره في كل الاتجاهات دون أن يشعر بأي ملل أو كلل.
ثم أن تقسيم العقود إلى فقرات متساوية تترك الإنسان أيضاً ينساق معها إلى نهاية العقد نفسه، إضافة إلى ذلك فالمسجد متشبّع بالأفاريز المتدرجة وكذلك الوسادات أو بقرم الأعمدة المتدرجة هي الأخرى، فكلها تجعل المسجد في أبهى حلة مزركشة.

الزخارف النباتية في مسجد كتشاوة:

إن الزخرفة النباتية الموجودة في مسجد كتشاوة قد اقتصرت على الزخرفة الرقش المحوّرة عن الرقش العربي الأصلية إلى الرقش المتطور على يد الفنانين الشرقيين خاصة في الشرق الأدنى، والذي له تأثيرات من الطراز الأوروبي الحديث.
وهذا يمكن أن نضيف بأن الزخرفة النباتية التي كانت على المربعات الزخرفية المزدانة بأزهار القرنفل في معظمها وأوراق الخرشوف البري والمعروفة في الفن الكلاسيكي بورقة الأكانتس، كذلك أزهار الزنابق في بعض الأبدان المتصلة بأسفل القباب.

الزخرفة الكتابية في مسجد كتشاوة:

أما فيما يخص الزخرفة الكتابية فقد توزعت في أماكن كثيرة من المسجد، فوق المحراب وجدران المسجد المختلفة وعلى أبدان الشمسيات المخرمة، وقد جمع كولان مجموعة لا بأس بها من الآيات القرآنية وجمل التمني والتهليل والترحيب والتبرك، كما ترواحت خطوطها بين التجويد الأنيق للكتابة وبين الاعوجاج السئ لها.
وأول نقيشة هي المكتوبة على لوح من الرخام المجزع قليلاً والمتضمنة تأسيس المسجد على يد الداي حسن باشا، وقد كتبت بخط ممتزج بين الثلث والريحاني، ورغم هذا التركيب فقد روعي في النقش صفة الاسترسال دون أن يسبب اهتزاز أو اعوجاج، ولكنه لم يحافظ النقش على النسق الخاص سواء للخط الثلث أو الريحاني، وهو ما يدفعنا إلى نعته بصفة الامتزاج الخطي.


شارك المقالة: