تاريخ زيادة عثمان في المسجد النبوي:
اختلفت الآراء حول زيادة عثمان رضي الله عنه للمسجد النبوي، فالسمهودي ينقل عن يحيى بن الحسين عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أنه قال :(لما ولى عثمان سنة أربع وعشرين كلمه الناس أن يزيد في مسجدهم وشكوا إليه ضيقهم يوم الجمعة فدعا العمال وباشر ذلك بنفسه)، وينقل السمهودي أن بناء عثمان للمسجد سنة ثلاثين وقيل في آخر سنة من خلافته.
لقد ورد في ذلك روايات كثيرة، حيث قيل أن أمر التفكير في الزيادة أول خلافة عثمان بن عفان رضي التي بدأت سنة 24 هجري دون الإشارة صراحة إلى البدء في تنفيذها والمرجع الأول في هذا الإمام البخاري، كما يشير البخاري إلى أن البدء الحقيقي في الزيادة كانت في ربيع الأول سنة 29 هجري وفرغ من بناؤه في المحرم من سنة 30 هجري، فكانت مدة عمله عشرة أشهر.
أما الروايات التي ذكرت أنه زاد المسجد قبل أن يقتل بأربع سنوات فإنه يمكن تأويل هذا الخلاف البسيط بأن المسجد لم يستكمل تبييضه وفرشه بالرمل الأحمر إلا في سنة 31 هجري، وهذا العمل كما هو معروف لا يكون إلا بعد إتمام البناء، وقد نقل ابن المحجوب أن عثمان بن عفان رضي الله عنه (بيضه بعد ما فرغ من بنائه).
خصائص زيادة عثمان بن عفان للمسجد النبوي:
إن الأسباب الكامنة وراء هذه التوسعة تشير إلى أن الناس أحسوا من أول خلافة عثمان بن عفان بعجز المسجد عن استعيابهم وطلبوا منه أن يزيد في المسجد، ولكن المتتبع للزيادة التي زادها عثمان رضي الله عنه والتي هي على أشهر الأقوال بلاطة مما يلي القبلة وأخرى مما يلي الغرب وبلاطتان مما يلي الشمال.
ونجد أن هذه الزيادة بسيطة بالنسبة لزيادة عمر بن الخطاب التي قدرت بـ1100 متر مربع، حيث أن زيادة عثمان من الشمال كانت خمسين ذراعاً أي أن طوله من الجنوب إلى الشمال كان مائة وتسعين ذراعاً، وهو ما لم يبلغه المسجد إلا في زيادة الوليد وإنما كان طوله حوالي مائة وسبعين ذراعاً، وقد حددت نهاية المسجد من الشمال بإسطوانة مربع أسفلها قد الجلسة، شاهدها السمهودي واعتبرها نهاية زيادة عثمان من الشمال.