اقرأ في هذا المقال
وصف زيادة عمر بن الخطاب في المسجد النبوي:
بقي المسجد النبوي الشريف على ما كان عليه في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) طوال حياة أبي بكر الصديق الذي لم يتمكن من توسعة المسجد؛ نظراً لانشغاله أول الأمر بأمر السقيفة التي قال عنها عمر أنها (فتنة وقى الله شرها)، ثم تلاها من حروب ضد المرتدين من العرب والحرص على تجهيز الجيش الذي أعده الرسول بقيادة أسامة بن زيد وبعثه إلى أرض الروم.
كل هذا مع قصر مدة خلافة الصديق مما حال دون القيام بتوسعة المسجد النبوي الشريف أو القيام بأي عمل معماري فيه، وفي خلافة عمر رضي الله عنه سنة (13-23هجري) وبالتحديد في سنة 17 هجري أحس عمر رضي الله عنه بضيق المسجد بالمصلين ومفاتحة بعضهم له بأمر التوسعة، كما في رواية يحيى عن ابن عمر رضي الله عنهما (أن الناس كشروا في عهد عمر، فقال له قائل: يا أمير المؤمنين لو وسمت في المسجد، فقال عمر: لولا أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: أني أريد أن أزيد في قبلة مسجدنا ما زدت فيه).
وإحساس عمر رضي الله عنه بحاجة المسجد إلى التوسعة في هذه الفترة بالذات أمر يتفق مع ازدياد عدد المسلمين الوافدين إلى المدينة نتيجة الفتوحات الإسلامية التي شهدتها تلك الفترة من تاريخ عمر رضي الله عنه، وعلى أية حال فقد وجد عمر زيادة الرسول عليه السلام في مسجد سنة سبع من الهجرة أمراً يستند إليه في جواز التوسعة في هذا المسجد مستشهداً بما سمعه من أحاديث شريفة فيها الإذن بالتوسعة عند الحاجة.
أهم الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار في الزيادة:
- أنه لا يمكن التعرض لحجرات أمهات المؤمنين الباقيات على قيد الحياة والتي يرقد في إحداها جثمان الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه الصديق رضي الله عنه، وقد أوضح عمر ذلك للعباس رضي الله عنهما كما في رواية لابن سعد.
- ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من حبه للزيادة في قبلة المسجد، فقد روى ابن النجار بسنده عن مسلم بن خباب أن النبي قال يوماً وهو في مصلاه لو زدنا في مسجد وأشار بيده نحو القبلة.