اقرأ في هذا المقال
وصف اسطوانات المسجد النبوي الشريف:
هناك بعض الاسطوانات في المسجد النبوي معروفة بأن لها تاريخاً معيناً أو بأن لها فضلاً خاصاً عن بقية الاسطوانات، ومكتوب أعلى كل اسطوانة من هذه الاسطوانات اسمها، وكلها في الروضة المشرفة، وقد كان صحابة رسول الله لمعرفتهم بفضل هذه الاسطوانات يحبون الصلاة عندها، وقد قال عمر بن الخطاب: (المصلون أحق بالسواري من المتحدثين إليها. ورأى عمر رجلاً يصلي بين اسطوانتين، فأدناه إلى سارية وقال له: صل إليها).
وقال ابن النجار: فعلى هذا فكل سواري مسجد رسول الله يستحب الصلاة عندها، لأنه لا يخلو أن كبار الصحابة صلوا إليها.
الاسطوانة المخلقة:
هي الاسطوانة التي كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي إليها الصلوات المفروضة إماماً بالمسلمين بعد تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، وهي الاسطوانة الملاصقة لظهر المحراب النبوي الشريف، ولها عدة أسماء هي:
- الاسطوانة المخلقة: سميت بذلك لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) رأى عليها، نخامة فساءه ذلك، ثم قام أحد الصحابة وحك النخابة وطيب مكانها بطيب اسمه الخلوق، فسر النبي بذلك واعتبر هذا أول تطييب للمسجد النبوي.
- الاسطوانة المطيبة: سميت بذلك لكثرة وضع الخلوق أو الطيب عليها؛ لكون مصلى ومحراب النبي عندها أو لأن النبي (عيله الصلاة والسلام) طيبها.
- الاسطوانة الحنانة: لأن الجذع الذي حن إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) قد دفن تحتها، وكان النبي يستند إليه قبل بناء المنبر.
اسطوانة السرير في المسجد النبوي الشريف:
من الاسطوانات الملاصقة لجدار المقصورة النبوية الغربية ومكتوب أعلاها: هذه اسطوانة السرير، وسميت بذلك؛ لأن النبي (صلى الله هليه وسلم) كان سرير من جريد يوضع بجانب هذه الاسطوانة عند اعتكافه، وكانت بالقرب من حجرة السيدة عائشة، فقد روت السيدة عائشة (رضي الله عنها) قالت: كان رسول الله يدني إلي رأسه وهو مجاور (معتكف)، فأغسله وأرجله (أسرحه) وأنا في حجرتي وأنا حائض وهو في المسجد.
وفي رواية أخرى: يأتيني وهو معتكف في المسجد، فيتكئ على عتبة حجرتي، فأغسل رأسه وأنا في حجرتي وسائره في المسجد، وورد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقرع عند هذه الاسطوانة بين نسائه، ونظراً لشرف هذه المكان كان الإمام مالك يجلس فيه.