يُعد سيرك كيشيناو الحكومي (Chisinau State) أحد أكثر المباني إثارة للإعجاب في (Chisinau) بأكملها. وإلى جانب بوابات كيشيناو، يمثل السيرك أسلوبًا معماريًا مثيرًا للاهتمام وأصليًا للغاية، كونه جزءًا من تراث الاتحاد السوفيتي السابق. بينما في نهاية القرن الماضي، احتل السيرك المرتبة الأولى في الاتحاد السوفيتي من حيث الراحة والجمال.
التعريف بسيرك كيشيناو الحكومي
الموقع الأصلي لسيرك الولاية (Circul de Stat Chisinau) هو (38 Renasterii Blvd). وفي الوقت الحالي، يمكن الوصول إلى المدخل الرئيسي عبر (Grigore Vieru Blvd)، والذي كان جزءًا من (Renasterii Blvd). حتى عام 2010، تم بناء أول مبنى لسيرك تشيسيناو في أوائل القرن التاسع عشر في شارع ألكسندرو، في موقع مسرح ميهاي إمينسكو الحالي. كما ينتمي السيرك إلى مدير السيرك الشهير فيلهلم سورو، الذي عمل بين عامي 1870 و 1874، وفي عام 1874 أُعيد بناء مبنى السيرك لاستخدامه كمسرح.
قرب نهاية عام 1875، احترق مبنى المسرح، وقبل تشييد المبنى الحالي، أُقيمت العروض في مبانٍ مؤقتة. بينما في عام 1988، تم تركيب مجموعة نحتية كبيرة أنشأها النحات ماتفي ليفينسون فوق المدخل الرئيسي. كما يمثل التمثال صورة اثنين من المهرجين، البهلوانيين، الذين يحيون الزوار بابتسامة. حيث أُدرج هذا النقش في سجل المعالم المحمية لجمهورية مولدوفا في 22 يونيو 1999، كما وافق عليه البرلمان. واستضاف سيرك ولاية كيشيناو حفلات موسيقية وعروضًا لفنانين محليين وعالميين في، بيلاروسيا، الصين، فنلندا، ألمانيا، روسيا وأوكرانيا.
على الرغم من أن السيركات الأخرى في الكتلة السوفيتية السابقة كانت تقدم ما يصل إلى 14 عرضًا سنويًا، فقد اعتاد سيرك كيشيناو الاحتفاظ بالرقم القياسي مع ما يصل إلى 57 عرضًا في السنة، مع طاقم من حوالي 60 شخصًا. حيث أنه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، استمرت أنشطة السيرك بوتيرة أبطأ. ومنذ عام 2004، توقف سيرك كيشيناو عن أنشطته بسبب الحاجة إلى التجديدات. بينما في عام 2006 تم إدراج السيرك في سوق الأوراق المالية، بموجب مرسوم من وزارة الثقافة والسياحة. وفي عام 2008، تم توقيع عقد حق الانتفاع لمدة 29 عامًا بمشاركة الشركة القبرصية (Pesnex Developments Limited).
كان المشغل التجاري ملزمًا بتحمل نفقات الترميم والصيانة، لكنه لم يفي بالتزاماته التعاقدية. وفي مارس 2011، أعلنت محكمة الاستئناف الاقتصادية عدم صلاحية عقد 2008، وبالتالي عاد السيرك إلى ملكية الدولة المولدافية، لكنه لا يزال في حالة متقدمة من التدهور. بينما في الوقت الحاضر، تم العثور على مبنى سيرك كيشيناو في حالة متقدمة من الاضمحلال. حيث أنه وفقًا لنتائج الخبراء، فإنّ الهيكل الإنشائي للمبنى في حالة جيدة ولا يحتاج إلى تدخل، ولكن هناك مناطق من المحتمل أن تنهار فيها بعض العناصر الزخرفية على الواجهة، من كسوة الحجر الطبيعي، العناصر المعدنية.
بناء سيرك كيشيناو الحكومي
تم بناء سيرك كيشيناو في عام 1981 من قِبل علاء كيريتشينكو وسيمون شويهيت. حيث تم افتتاح سيرك ولاية كيشيناو رسميًا في عام 1981 وكان، في ذلك الوقت، أحد أفضل أماكن الترفيه في السيرك مع أحدث المعدات والمساحات للبروفات والحيوانات والأطباء البيطريين. كما كان يبلغ سعته 1900 مقعدًا وكان عرض الحلبة يزيد عن 40 قدمًا، ممّا يجعله أكبر قاعة احتفالات في مولدوفا. كما تم بناء مبنى سيرك كيشيناو من قِبل المهندسين المعماريين (Ala Kirichenko و Simion Shoyhet) والمهندسين (A. Snipelishsky و T. Grryunov).
كان المشروع مبتكرًا ومحفوفًا بالمخاطر، نظرًا لأنه منذ البداية، اندلعت النزاعات بين الرعاة (Союзгосцирк)، اتحاد السيرك لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، من موسكو وفريق التصميم من كيشيناو. ومع ذلك، تم افتتاح سيرك ولاية كيشيناو في عام 1982. كما تم تخصيص الأموال المطلوبة للبناء من ميزانية الاتحاد السوفيتي كهدية للاحتفال بمرور 545 عامًا على أول ذكر لمدينة كيشيناو. حيث مُنح مؤلفو المشروع جائزة الدولة لـ (MSSR). بينما أدّى استقلال مولدوفا وإدخال اقتصاد السوق في البداية إلى تضخم سريع أدّى إلى أزمة اقتصادية خطيرة.
لا تزال مولدوفا اليوم أفقر دولة في أوروبا، على الرغم من تعافي الاقتصاد والنمو باطراد. حيث أنه في ظل هذه الظروف، لم يكن هناك مكان للسيرك وتم التخلي عن المكان في عام 2004. وبعد عقد من الزمان، في عام 2014، استمرت عملية الترميم الطويلة الممولة بشكل رئيسي من قبل وزارة الثقافة لسنوات، وأخيراً تم افتتاح مكان أصغر في المبنى، بينما هناك الآن مساحة لـ 300 شخص يجلسون في الجولة.
