ينسب بناء هذا المعلم إلى الباي مصطفى بوشلاغم، الذي كان حاكماً على منطقة وهران، مقر البايلك منذ فتحها سنة 1120 هجري، تاريخ استرجاعها من طرف الإسبان، وظل بوشلاغم الذي انسحب إلى مستغانم بايا على بايلك الغرب إلى أن توفي ودفن بالمطمور سنة 1734 هجري، وبنيت على ضريحه قبة.
يقع هذا الضريح على هضبة في أعالي حي المطمور، ولكي يتم الوصول إليه يتبع عدة طرق أقربها بالنسبة للشخص الموجود بوسط المدينة الطريق المتجه نحو حي العرصة مروراً بالجسر الكبير، وعند المنعرج الأول يظهر لنا الضريح محاط بسور خارجي.
المظهر الخارجي للضريح:
يتربع هذا الضريح على مساحة تقدر بحوالي 142 متر مربع، شكله العام عبارة عن مستطيل، يحيط به سور خارجي طوله 27 متر وعرضه 20 متر، يتكون هذا المعلم إلى جانب ثلاث واجهات، بل تظهر عليها أي تفاصيل معمارية أو فنية، من واجهة رئيسية واحدة في الناحية الجنوبية تطل على شارع بن ذهبية عبد القادر.
بعد الدخول من الباب الرئيسي للسور المحيط بالمعلم يقابلنا مباشرة مدخل الضريح، وهو عبارة عن فتحة جدار غائرة يغطيها عقد نصف دائري يقوم على كلا جانبيه عمودين دائريين متماثلين، بينهما فتحة باب ذات مصراع خشبي واحد يعلوها عقد نصف دائري.
وعلى واجهة كتلة المدخل ككل نجد زخارف جصية تتوسطها اللوحة التأسيسية التي يفترض أن تكون حاملة للنص التأسيسي، لكنها فارغة وضعت أثناء الترميم للدلالة على المكان الأصلي لوحة، وهذا ما توضحه صورة قديمة للباب الرئيسي تعود للفترة الاستعمارية تبين نص اللوحة، لكن لشدة طمسها لم نستطع قراءتها.
هذا بالنسبة للواجهة الخارجية، أما عن المبنى ككل فتعلوه قبتان متفاوتتان في الحجم، الكبيرة منهما تخص الحجرة الضريحية للباي بوشلاغم، أما الصغيرة فتخص حجرة زوجته لالة عيشوش.
المضهر الداخلي للضريح:
يؤدي المدخل الرئيسي إلى بهو مستطيل طوله 5.3 متر وعرضه 2.5 متر، سقفه جاء على شكل قبو متقاطع على يساره نجد مصطبة مكسوة بمربعات خزفية حديثة، يوجد به ثلاث فتحات لثلاثة أبواب، يفضي أحدهما إلى سلم ذو درجات حجرية يؤدي إلى سطح الضريح، والباب الثاني إلى حجرة صغيرة طولها 1.5 متر وعرضها 1.2 متر، لا ندري وظيفتها، ولكن يبدوا أنها كانت تستعمل لتخزين بعض الأغراض الخاصة بالضريح.