وصف المنطقة الوسطى في السعودية:
المقصود بالمنطقة الوسطى منطقة نجد بما تضم من محافظات ومدن وأقاليم في مناطق الرياض والقصيم وحائل، ويمتد هذا الطراز أيضاً إلى مناطق ومحافظات أخرى في شمال المملكة وشمالها الغربي كالجوف وتبوك وغيرها من الأماكن المتصلة جغرافياً بمنطقة نجد، حيث تسود البيئة الصحراوية؛ مما جعلها تسير على نهج المنطقة الوسطى في البناء بالطين؛ فنمط العمارة النجدية هو الأوسع انتشاراً في أرجاء المملكة مع بعض السمات الخاصة أحيانا بكل مكان.
ومنطقة نجد هي القلب النابض بالحيوية؛ ففيها تلتقي طرق النقل واالاتصال القديمة والحديثة، وتتنوع التضاريس فيها ما بين جبال وهضاب وسهول يغلب عليها المظهر الهضبي، ومن أوديتها المهمة وادي الرمة ووادي حنيفة ووادي الدواسر، حيث توجد أهم الواحات التاريخية بالمنطقة.
والمناخ في منطقة نجد صحراوي حار جاف صيفاً؛ إذ تصل درجة الحرارة إلى 45 درجة مئوية صيفا في شهر أغسطس، بينما تنخفض شتاءاً؛ فيتفاوت متوسطها ما بني 10 وأقل من 20 درجة مئوية، وقد تصل إلى درجة الصفر أحياناً وتسقط الأمطار ابتداءاً من الخريف حتى الربيع.
المؤثرات على طراز المنطقة الوسطى في السعودية:
هناك علاقة بين نمط العمران والبيئة السائدة في منطقة نجد، فالبيئة تفرض ظروفاً معينة ترغم سكانها على ضرورة التكيف معها، وهي بيئة صحراوية حددت نمطاً مميزاً من العمران التقليدي، سواء على مستوى المدينة أو القرية أو على مستوى تصميم المنازل والأبنية الأخرى.
كما أن للظروف البشرية (الدينية والاجتماعية والاقتصادية) دوراً مهماً في تشكيل البيئة العمرانية في المنطقة، فالمسجد يحتل موضع المركز الرئيس في المدينة والحي، ومنه تنطلق الطرقات والنشاطات ويجاوره السوق الرئيس، أما المنزل التقليدي فيبدو كأنه قلعة مغلقة تتلائم مع العادات والتقاليد وخصوصية ساكنيه، فتقل الفتحات الخارجية وتحتل من الجدران موقعاً وضيقاً، كما توجد في كل بيت فتحة أو فتحات تعلو الأبواب للرؤية الخارجية.
وللظروف الاقتصادية دور مهم في تشكيل العمران التقليدي في المنطقة الوسطى، فقد كان النشاط الزراعي هو الغالب على حياة السكان، بينما تظهر النشاطات التجارية والإدارية واضحة في المدن الرئيسية بالمنطقة مثل الرياض؛ لذلك اتخذت معظم القرى التقليدية مواقعها مجاورة لموارد المياه والأودية الصالحة للزراعة، كما أوجد النشاط الاقتصادي عدداً من المرافق كالدكاكين والأسواق.