طراز المسجد الإيواني

اقرأ في هذا المقال


وهو ثاني المساجد العثمانية المعروفة، وقد أطلقت عدة مصطلحات من قبل علماء العمارة العثمانية، ومنها طراز بورصة الثالث وطراز حرف (T) المقلوب وطراز المسجد ذي الوظائف المتعددة، وطراز المسجد الزاوية على اعتبار أن الحجرات الجانبية كانت تستخدم نزلاً للدراويش أو طراز المسجد ذي المساحات الجانبية أو طراز المسجد ذي التخطيط المحور الصليبي أو المتقاطع.

وصف المسجد الإيواني:

ويرى هؤلاء العلماء أن هذا التخطيط قد اشتق أساساً من تخطيط المدارس السلجوقية ذات القباب المرتبة على هيئة حرف (T) المقلوب مثل مدرسة كل من قرة طاي وانجه مناره لي بقونيه وغير ذلك، أما الباحث فيفضل استخدام مصطلح المسجد الإيواني على اعتبار أن جوهر هذا التخطيط هو المساحة الوسطى المربعة وإيوان واحد جهة القبلة، ويغطي المساحة الوسطى المربعة قبة غالباً، بينما يغطي الإيوان قبة أو نصف قبة أو قبو وفي أحيان قليلة بل نادرة نصف قبة يتقدمها قبو.
أما المساحات التي تكتنف المساحة الوسطى المربعة من جانبيها فهي تشغل نفس امتداد تلك المساحة الوسطى، ومن هنا يظهر الإيوان بارزاً عن سمت جداري جهة القبلة لتلك المساحة الجانبية، وبسبب ذلك اتخذ المسجد شكله المميز على هيئة حرف (T)، وهي المساحات الجانبية غالباً ما تكون على هيئة حجرتين بواقع حجرة بكل جانب (مربعة غالباً أو مستطيلة أحياناً)، وأحياناً أربع حجرات بواقع حجرتين بكل جانب تغطى بالقباب أو الأقبية، حيث تفتح هذه المساحات الجانبية على المساحة الوسطى المربعة بكامل اتساعها كما يتضح من المساقط المنشورة وغيرها.
وفي هذه الحالة لا يمكن أن نطلق عليها مصطلح الإيوان، على أن ذلك لا يعني عدم وجود إيوانات حول المساحة الوسطى، وهنا أيضاً يشغل كل من الإيوانين الجانبيين نفس امتداد تلك المساحة الوسطى، وبالتالي يظهر إيوان القبلة بارزاً، وبسبب ذلك أيضاً اتخذ المسجد شكله المميز على هيئة حرف T، ولكن النماذج الباقية لتك المساجد ذات الإيوانات الثلاثة تعد قليلة للغاية.
ويتقدم المسجد غالباً رواق خارجي، ومن نماذج هذا الطراز الباقية في أوروبا العثمانية كل من مسجد غازي ميخال ومسجد البيلربى، بينما يغطي الإيوان في المسجد الأول قبو برميلي نجده في المسجد الثاني ينفرد بتغطيته، حيث جمع بين نصف قبة مفصصة يتقدمها قبو برميلي نجده في المسجد الثاني.


شارك المقالة: