وصف مسجد القبة في أوروبا:
وهو يعد من طرز المساجد العثمانية المعروفة وأقدمها، وقد اشتهر باسم طراز بورصة الأول، ويتكون ذلك الطراز في جوهره من مساحة مربعة، تختلف من مسجد لآخر، يتوسط صدرها المحراب، وتغطي هذه المساحة المربعة قبة، يختلف أيضاً قطرها وارتفاعها من مسجد لآخر، تقوم على منطقة انتقال من الحنايا الركنية أو المثلثات الكروية أو المثلثات التركية أو المقرنصات.
وأحياناً يحل محل هذه القبة سقف مسنم أو جمالوني، وفي حالة استخدام هذه المساجد مساجد جامعة كانت تزود بالمنابر رخامية أم خشبية، ويتقدم غالبية تلم المساجد رواق خارجي تغطى بالقباب أو الأقبية أو الأثنين معاً، وفي أحيان قليلة بأسقف خشبية مسحة كما نرى في بعض مساجد مدن أوروبا العثمانية.
أما النماذج التي تخلو من وجود مثل هذا الرواق الخارجي فتعد قليلة بل واستنثناء لتلك القاعدة، التي لازمت مساجد ذلك الطراز خلال مراحل تطوره المختلفة، كذلك تشمل غالبية تلك المساجد على مئذنة وأحياناً على مئذنتين.
خصائص مسجد القبة في أوروبا:
قد مر هذا الطراز بعدة مراحل من التطور كان الهدف الرئيس منها هو توسعة المسجد؛ ليستوعب عدداً اكبر من المصلين، وهو نفس الهدف الذي تحقق في كثير من طرز المساجد الإسلامية الأخرى عن طريق ما اصطلح على تسميته بالزيادة أو التوسعة أو الإضافة سواء داخل المسجد نفسه أو من خارجه، وعلى ضوء ذلك نستطيع أن نحصر نماذج هذا الطراز بمراحل تطوره المختلفة في مدن أوروبا العثمانية في عدة أنماط.
النمط الأول: وهو يمثل النمط البسيط من أنماط طراز المسجد القبة والذي ينحصر تخطيطه في جوهره في مساحة مربعة تعلوها القبة غالباً أو السقف المسنم أو الجمالوني أحياناً، والتي يتقدمها الرواق الخارجي (السقيفة) غالباً أو تخلو من وجود ذلك الرواق أحياناً.
وقد انتشر ذلك النمط البسيط وشاع في العديد من مدن أوروبا العثمانية، بحيث يمكن القول بأنه كان بمثابة النمط المفضل لدى الكثير من المعماريين في ذلك الوقت، ومن نماذج مسجد خداوندكار في توزلا، وفي أدرنة عدة نماذج منها مسجد شاه ملك باشا ومسجد حاجي شهاب الدين باشا ومسجد دار الحديث ومسجد إسماعيل أغا حوالي.