إن المعمار المسلم قد اعتمد طرازين رئيسيين لتصميم مساجده، حيث شمل الطراز الأول المساجد الصغيرة والمتوسطة المساحة فيما غاير ذلك التصميم في طراز ثاني شمل المساحة الكبيرة (المساجد الجامعة) وفيما يلي تفاصيل تلك الطرز.
الطراز الأول في تصميم المساجد الهندية
وهو الطراز الذي يعتمد في تكوينه على وجود بيت للصلاة يتقدمه صحن مكشوف، والذي يتوسطه في الغالب حوض للوضوء، فيما يخلو من المجنبات والمؤخرة، وهي السمة الغالبة للمساجد الهندية، حيث وصلنا العديد من المساجد التي تتبع هذا الطراز، ومن أمثلة ذلك مسجد جمالي كمالي، حيث يتكون من بيت للصلاة يتقدمه صحن مكشوف، أما بيت الصلاة فيتكون من خمسة بلاطات عمودية على جدار القبلة، أوسعها البلاطة الوسطى والتي تمثل المركز الوسطي لبيت الصلاة، حيث يسقفها القبة المركزية وهي القبة الوحيدة التي تعلو بيت الصلاة والذي يفتح على الصحن ببائكة من خمسة عقود مدببة.
حيث تؤدي كل فتحة إلى بلاطة من بلاطات المسجد، والتي تفتح هي الأخرى على بعضها عن طريق فتحات واسعة متوجة بعقود مدببة، كما يمتاز المسجد بكونه مدعم من بأبراج ركنية تحف بأركانه الخارجية.
ولا يختلف كثيراً مسجد كيلاكونا في قلعة بورانا عن السابقين، حيث يتكون من صحن مكشوف يحف به من جهته الغربية بيت الصلاة والمكون من خمس بلاطات تفتح على الصحن ببائكه من خمس عقود، وكما هو الحال في مسجد جمالي كمالي فإننا نجد أوسع تلك البلاطات هي البلاطة الوسطى والتي تمتاز أيضاً عن بقية البلاطات بكونها مسقوفه بقبة مرتفعة، فيما يزين ركني بيت الصلاة الخارجية بأربراج ركنية.
الطراز الثاني في تصميم المساجد الهندية
والمساجد الأخرى هيه المساجد الجامعة (المساجد الكبيرة) ولا يخرج هذا الطراز في تخطيطه العام عن الطراز العربي التقليدي في صورته النهائية، حيث يتمثل في الصحن الوسطي المكشوف والمقدمة (بيت الصلاة) والمجنبتين والمؤخرة، إلا أنه صمم بطريقة جديدة غير مألوفة وبصفة خاصة في تصميم بيت الصلاة ، وقد أضفى هذا التصميم الجديد على مساجد هذا الطراز شخصية جديدة قائمة بذاتها وطابعاً مميزاً خاصاً بها، وهذا وقد اقتصر ظهور هذا النمط بملامحه المميزة وسماته الخاصة على مساجد شبه القارة الهندية.