عمارة أبراج قلعة القماحية

اقرأ في هذا المقال


البرج الشمالي الشرقي يقع هذا البرج عند زاوية التقاء جداري القلعة الشرقي والشمالي ويتخذ في قطاعه الرأسي الشكل الأسطواني وفي مسقطه الأفقي شكلاً دائرياً؛ وثلاثة أرباع من مساحته الكلية تبرز نحو الخارج ويبلغ قطره من الداخل نحو (6.70م)، ويتألف البرج من طابق واحد بني بقطع الآجر، ويلاحظ على جداره الخارجي وجود فراغات أفقية كانت مشغولة بقطع خشبية تتخلل صفوف البناء وكان الهدف الرئيسي من وضعها بهذه الطريقة هو تفادي حدوث تشققات أو ميلان في جدار البرج خاصة وأن البرج استخدم لإطلاق قذائف المدفعية.

البرج الشمالي الشرقي في قلعة القماحية

بالرغم من تهدم جزء كبير من البرج في الوقت الراهن تمكنا من معرفة شكله السابق، حيث تظهر لنا فتحات كبيرة ضيقة من الداخل وواسعة من الخارج؛ ووجدنا بقاياها أثناء المعاينة الميدانية للبرج، وبمقارنتها مع فتحات أبراج المدافع في قلاع الزيدية وبيت الفقيه والزهرة وغيرها، حيث يمكننا القول بكل ثقة أن فتحات البرج الشمالي الشرقي في قلعة القُماحية كانت تستخدم لإطلاق قذائف المدافع، ويؤكد ذلك أيضا ردم المنطقة الداخلية من البرج بالتراب لكي تتحمل الثقل الناتج عن المدافع والاهتزاز الذي تحدثه أثناء استخدامها بالإضافة إلى عدم وجود فتحات للرماية (مزاغل) في جدار البرج.

البرج الجنوبي في قلعة القماحية

هذا البرج كغيره من أبراج قلاع تهامة ذو شكل دائري في مسقطه الأفقي واسطواني في قطاعه الرأسي، لكنه ينفرد عن غيره من الأبراج التي تضمنتها الدراسة بمساحته، حيث بلغ محيطه من الخارج نحو (21.30م) وقطره من الداخل عند الطابق الأول (7.70م)، وفي الفقرات التالية ستتم عملية الوصف والتحليل لهذا البرج من الخارج ثم من الداخل.

كان يغطي البرج الشمالي الشرقي من خارجه طبقة من الطين والجبس إلا أن جزءً كبيراً منها سقط؛ بسبب الرياح القادمة من البحر لاسيما في الجهة الجنوبية، ويتألف البرج من ثلاثة مستويات: وهو السفلي الذي يرتفع عن مستوى سطح أرضية القلعة بحوالي (2.50م) ما تزال تغطيه طبقة من الطين في أجزاء كبيرة منه ويتخلله صفان من فتحات الرماية بالبنادق (مزاغل) وهي من النوع الأمامي.

أما المستوى الثاني فيرتد قليلاً نحو الداخل، وقد فتح فيه العديد من الفتحات الطولية المعقودة تبلغ اتساع كل واحدة منها نحو (5سم) وارتفاعها (1.25م)، وتتخلل الجدار ما بين الفتحات المذكورة فتحات ضيقة للرماية، والمستوى الثالث من البرج يشبه الثاني من حيث ارتداده نحو الداخل، لكنه يختلف عن سابقيه في شكل المزاغل التي تنتمي إلى النوع المائل نحو الأسفل، كما وجدت به بعض الفتحات الكبيرة فمنها التي تتخذ الشكل المربع وأخرى تنتهي من أعلاها بعقد دائري ويظهر على الجزء العلوي من هذا المستوى الكثير من التعديلات المعمارية وكذلك تهدم أجزاء منه.

يتم الدخول إلى البرج من فناء القلعة عبر مدخل يبلغ اتساع فتحته نحو (1.35م)، وقد تهدم الجزء العلوي منه بسبب نزع القطع الخشبية التي كانت تعلوه، وينقسم البرج من الداخل إلى ثلاثة طوابق وكان الصعود إلى الطابق الأول والثاني منه يتم بواسطة درج يقع على يسار مدخل البرج ويستند على جداره ولكنه تهدم.

والطابق الأرضي في البرج تغطيه في الوقت الراهن أكوام التراب والأخشاب التي تساقطت من الجدار الداخلي للبرج وسقفي الطابقان الأرضي والأول ويبلغ قطره نحو (7.70سم) وسمك جداره (1.43م)، أما الطابق الأول فتتوزع في جداره ثمان فتحات – سبق الحديث عنها – يبلغ اتساع كل واحدة منها من داخل البرج نحو (66سم) يمكن أن تستخدم لإطلاق قذائف المدافع الصغيرة.

ويضم الجدار بين كل فتحة وأخرى دخلة مرتدة إلى داخل الجدار بمقدار (10سم)، فتحت فيها ثلاث فتحات ضيقة للرماية بالبنادق (مزاغل)، أما الطابق الثاني فيضم في جداره الساتر العديد من الفتحات الواسعة والضيقة البعض منها سدت بجدران حديثة وهذا الطابق غير مسقوف كغيرة من الأبراج الدفاعية التي غالباً ما كان الطابق الأخير فيها مكشوفاً ليسمح للجند المكلفين بالحراسة بحرية الحركة والمراقبة.

التحليل الأثري للبرج الجنوبي

يعد البرج الجنوبي في قلعة القُماحية بتصميمه العام وعناصره المعمارية والدفاعية من الأبراج الكبيرة الضخمة التي لم نجد لها مثيلاً في القلاع التي تضمنتها الدراسة، ولكن وجد هذا النوع في منطقة تهامة نفسها وغيرها من المواقع في اليمن كبناء مستقل بذاته. وأغلب هذه الأبراج التي تم العثور عليها في منطقة تهامة يطلق على الواحد منها قلعة بسبب ضخامة البناء.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: