أينما ذهبت في الجزائر تجد أثراً عثمانياً مميزاً، تروي لنا هذه الآثار قصة العثمانيين الذين قطنوا في البلاد، حيث استمرو في الحكم لمدة تزيد عن ثلاثة قرون، وبقيت آثارهم صامدة رغم محاولات الاحتلال الفرنسي بهدمها وطمسها، ومن هذه المعالم المساجد التي تميز العثمانين وابدعوا في بنائها في جميع أرجاء الجزائر، والتي تميزت بعمارتها الرائعة ومن هذه المساجد الجامع الجديد الذي يعد من اهم ما تركته الحضارة العثمانية.
خصائص الجامع الجديد في الجزائر
- يقع هذا المسجد بساحة الشهداء بالعاصمة الجزائرية بالقصبة السفلى، ويتميز بموقع استراتيجي مطلاً على البحر، ويعد معلماً تاريخياً له اهمية كبيرة من الناحية الدينية والأثرية، حيث يعتبر من الشواهد الباقية والتي تدل على امتداد العمارة الإسلامية للجزائر.
- كان المسجد يعرف سابقاً بجامع الحواتين، وقد تم تسميته بذلك نسبة إلى المكان الذي يوجد فيه والذي يسمى (السماكة)، حيث يصطاد زويباع السمك الطازج، ويعود تاريخ بناء هذا المسجد إلى عام 1070 هجري/ 1660 ميلادي، وقد أثبت ذلك عن طريق كتابة وجدت على يسار المحراب.
وصف الجامع الجديد في الجزائر
- يتميز الجامع الجديد في الجزائر بعمارته المميزة، حيث احتوى على عدد كبير من النقوش والفسيفساء، كما يحتوي على مجموعة من التحف النادرة، حيث وجد من ضمنهم أربعة كراسي مصنوعة من الخشب، وقد كان يجلس عليها مشايخ العلماء.
- كما يوجد للمسجد قبة كبيرة مركزية الشكل يتم حملها على دعائم كبيرة جداً، تغطى هذه القبة الزخارف الجصية المنقوشة والمخرمة، حيث تنوعت هذه الزخارف بين الكتابية والزخارف الهندسية والأشكال النباتية، بالإضافة إلى الرخام الابيض المطعم بالحجارة الملونة.
- وأهم ما يميز المسجد بأنه يحتوي على منبرين واحد منهم منبر خشبي قديم جداً يوجد في وسط قاعة الصلاة والمنبر الثاني مصنوع من الرخام تم جلبه من مسجد سيدة، والتي قامت قوات الاحتلال الفرنسي بحرقه بعد عامين من احتلالها الجزائر، كما يحتوي المسجد على محراب مميز يحتوي على نوافذ صغيرة تم صنعها من الرخام الأبيض.
وأخيراً يعد الجامع الجديد في الجزائر من اعظم الانجازات العثمانية التي ما زالت باقية على الاراضي الجزائرية، والتي تتميز بتاريخها العظيم وعمارتها الرائعة.
