عمارة الجامع الكبير في درنة

اقرأ في هذا المقال


إن هذا الجامع تم ذكره لأهميته التاريخية أكثر منها لمزاياه المعمارية، لقد شيد عام 1689 ميلادي بمبادرة من محمد باي بن محمود باشا، وقد سمي لفترة غير وجيزة بجامع الباي، وأخذ سكان المدينة يطلقون عليه اسم الجامع الكبير مراعاة لضخامته ولكثرة قبابه.

الأهمية التاريخية للجامع الكبير في درنة

إن أهمية الجامع الكبير التاريخية قد نشأت عن الظروف الآتي بيانها:

  • إنه أكبر جامع من النوع الليبي تفتخر به وقد أقيم في درنه في وقت هجر الفن المعماري فيه جميع مدن الشق الشرقي من البلاد الليبية بما فيها بنغازي.
  • من المستغرب أن القرب النسبي من مصر لم يكن كافياً لغرض التصورات المعمارية المصرية على بناته متواضع الخبرة والذين لم يكن في متناولهم نماذج أمكنهم الاحتذاء بها حين كلفهم محمد باي بتشييد مسجد على جانب الأهمية.

خصائص الجامع الكبير في درنة

إن المسجد ليبي النمط ينحدر من الحركة المرابطية من جهة، وقد بلغت قمة ازدهارها في البطنان، فمن المحتمل إذاً ان الروضة الصغيرة ذات القبيبات المتحاذية والمعروفة لدى أهل المدينة هي التي ألهمت فكرة إمكانية بناء مسجد مهما كانت أبعاده بمجرد مضاعفة القباب ودعائمها.

أما من الناحية المعمارية فتقتصر على ملاحظة أن بيت الصلاة في هذا الجامع جاء كناية عن مستطيل كبير يقسمه ثلاثون عموداً مرمرياً إلى اثنين وأربعين عنصر فضائياً، ويغطي هذه المساحة سبعة صفوف يحتوي كل منها على ست قبيبات لا تزدان الجدران ولا جوف البيت بأي لون من الزخارف.

وقد جاء كل من المحراب والمنبر في غاية البساطة، إذ تمثلا في مجرد جوفة وسلم عاديين وعلى مسافة بعض خطوات من البيت تقوم المئذنة التي يحتمل أن يكون قد جرى بناؤها في وقت لاحق، وأنها ظلت عشرات السنين المئذنة الوحيدة في المدينة، وقد جاء تصميمها ثماني الشكل ولكن في جزئها الأخير على مستوى أعلى درجات السلم يصبح اسطواني وبقطر أقصر، بحيث ترك حوله المجال لشرفة مستديرة يرفع المؤذن منها آذانه في كافة الاتجاهات، وأخيراً يلاحظ المرء كغطاء للمئذنة المخروطي الذي ألفناه على قمم المآذن الليبية المستلهمة من اللون العثماني.


شارك المقالة: