عمارة الخيرالدة في جامع إشبيلية

اقرأ في هذا المقال


بدأت عمليات بناء الخيرالدة في عام 1172 ميلادي وقد توقفت أعمال البناء عدة مرات، ولم تكن قد اكتملت حتى عام 1188 ميلادي، وعند تأمل المشهد العام نجد أن منار الرباط للمسجد مصنوع من الحجارة، وأن منار الكتبية من الدبش والبناء العادي المغطى في أغلبه بطبقة خفيفة من الجير والجص وفوق هذه الطبقة نجد رسومات، وهنا نشعر بالمفاجأة عندما نتأمل الخيرالدة حيث استخدم الآجر كمادة للبناء.

خصائص الخيرالدة في جامع إشبيلية

لقد استخدم الآجر كمادة أساسية في بناء الخيرالدة ما عدا الوزرة المشيدة من الحجارة، وفيها نجد كتلتين حجريتين رومانيتين اعيد استخدامهما، وحول استخدام الآجر في الآثار العربية هناك بعض الأمثلة المهمة مثل مسجد مرتولة الموحدي وباب حصن مونتمولين، هناك امثلة من غرناطة هي في الباب الكبير بالحمراء وفي أسوار الرباط نجد فهو من الآجر المسحوب بالجرافيت الزخرفي.

ويمكننا أن نلاحظ في القطاعات كافة التي يوجد فيها الآجر أن التقنية المستخدمة تكاد تكون هي نفسها، أي مداميك من الآجر ذي السمك الكبير مع إخفاء الفواصل بأشرطة من الجص ذات خط غائر في المباني الداخلية للخيرالدة، فمن المعتاد تغطية الفواصل الرأسية بمعنى أننا نرى الحائط، وقد غطي بأشرطة طويلة من الجص يمكن لنا أن نراها أيضاً في القباب الصغيرة المشطوفة الموجودة في المنحدر الصاعد.

هذه الرصة الزافة للآجر جرى تطبيقها أيضاً في الطابق العلوي لبرج الذهب، ومن جانب آخر جرى نقاش طويل حول ما إذا كان بناء الخيرالدة من الخارج خلال عصر الموحدين، به آجر مكشوف.

خصائص مبنى الخيرالدة في مسجد إشبيلية

هناك زخرفة رائعة وفريدة على مئذنة الخيرالدة، تدفعنا هذه الزخرفة إلى التفكير في هذا البذخ في استخدام الزمن والذي يتمثل في قضاء بعض الوقت في حرق القطع ثم وضعها في المكان المخصص لها الأمر الذي أخر كثيراً عملية إتمام البناء وكأنه مشيد بالحجارة، كما هو الحال بالنسبة لمئذنة الرباط التي لم تكتمل لهذا السبب، مثلما نرى الأمر في منارة مسجد المنصورة في تلمسان في عصر بني مرين، يمكننا أن نرى ثمرة هذا الحماس الموحدي الأولي بالنسبة لإقامة رموز ضخمة علامة على المفاهيم الدينية الجديدة.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: