عمارة القصر المغمور في إسطنبول

اقرأ في هذا المقال


يقع القصر المغمور في مدينة إسطنبول التركية في الجانب الأوروبي منها، ويقع بالتحديد في منطقة السلطان أحمد، حيث يقع مدخل هذا القصر على بعد ما يقارب 50 متر من آيا صوفيا، وتعد زيارة هذا القصر العظيم تجربة مميزة وفريدة من نوعها؛ وذلك بسبب وجود هذا القصر في باطن الأرض، حيث يعد مكاناً أثرياً مميزاً يجذب السياح من جميع أنحاء العالم.

تاريخ القصر المغمور في إسطنبول

يوجد عدة أسماء للقصر المغمور منها صهريج البازيليك أو حوض الكاتدرائية، بني هذا القصر على يد الإمبراطور جستيان وذلك في عام 532 ميلادي، حيث كان هذا المبنى أكبر صهريج بيزنطي موجود في إسطنبول، وقد بني هذا المبنى عن طريق ما يقارب 336 عموداً ما زال العديد منها في حالة جيدة، حيث تحتوي هذه الأعمدة على رؤوس كبيرة منحوتة تعطي للمكان عظمة رائعة.

تحول هذا الخزان الكبير إلى مكان سياحي عظيم، بحيث تستقبلك الأضواء الخافتة والمكان الهادئ عن الدخول إلى القصر، كان هذا المبنى في بداية هذا الأمر خزان بني على يد البيزنطنيين لتجميع المياه الأمطار به، بحيث تم تصميمها بطريقة تستطيع المياه الوصول إليه حتى من آيا صوفيا، بحيث يستوعب هذا المكان ما يقارب 80.000 متر مكعب من المياه يتم توزيعها على المدينة في ما يقارب 20 كيلو متر من القنوات المائية.

وصف القصر المغمور في إسطنبول

اكتشف هذا الصهريج في عام 1545 ميلادي، وذلك عندما كانوا يبحثوا عن الآثار البيزنطية في المدينة، وقد سعى جيليوس على اكتشاف هذا المكان القديم الذي لازال سكان الحي في ذلك الوقت تستخرج المياه منه، وفي عام 1985 ميلادي تم تنظيف هذا الصهريج وتجديدة وذلك من قبل بلدية إسطنبول، وبعدها في عام 1987 ميلادي تم فتح هذا المكان ليستقبل السياح وأصبح منطقة جذب سياحي؛ وذلك لأنه يحتوي على ما يقارب 28 نوعاً من الأعمدة، كما يوجد فوق هذه الأعمدة أحواض سمك صغيرة.

كما تغمر المياه ما يقارب متر ونص من أرض هذا المكان تملئه أسماك الكاربا، مما أعطى المكان طابع فريد من نوعه، كما يحتوي المبنى على عامود الأمنيات ورأس ميدوسا المقلوبة، وهذا أكثر معلم يحرص السياح على التقاط الصور معها.

وفي النهاية يعتبر هذا الصهريج القديم او القصر المغمور مكاناً مهماً من تاريخ مدينة إسطنبول الذي يرجع إلى العصور البيزنطية بالإضافة إلى انه مكان فريد من نوعه على مستوى العالم.

المصدر: كتاب "عمارة المساجد العثمانية"للمؤلف محمود زين العابدين، سنة النشر 2006كتاب "البيئة والعمارة" للمؤلف إبراهيم محمد عبد العال، سنة النشر 1987كتاب " عمارة اليمني" للمؤلف ذو النون المصري، سنة النشر 1966كتاب "العمارة وحلقات تطورها عبر التاريخ القديم" للمؤلف الموسمي هاشم عبود، سنة النشر 2011


شارك المقالة: