نبذة عن المدينة المنورة:
شهدت المدينة المنورة تطوراً متنامياً في شتى المجالات وخاصة خلال الحقبة الأخيرة من تاريخها، وشأنها شأن كثير من المدن العربية والإسلامية، حيث طال هذا التطور من تراث المدينة مما استوجب التدخل السريع لتسجيل هذا التراث دون ضياعه وفقده مما سوف يمثل خسارة كبيرة لا تعوض، فظهرت الكثير من الدراسات والأبحاث التي أولت جل اهتمامها بالماضي وتراثه الديني والثقافي والتاريخي والاجتماعي.
خصائص عمارة المدينة المنورة:
كما تعد المدينة المنورة من المدن الإسلامية المتعمقة في القدم، حيث شهدت على أرضها العديد من الأحداث والتي كان لها تأثير مباشر في المساهمة في تشكيلها المعماري، كما تعد هجرة الرسول (عليه السلام) هي البداية في عمل نهضة حضارية وعمرانية للمدينة المنورة، حيث يعد مسجد الرسول هو مركز المدينة المنورة، حيث تطور العمران حول المسجد ونشأت الأسواق والمساكن.
كما أن المدينة المنورة شهدت أهم وأضخم فترات ازدهارها خلال الأربعين عاماً الماضية، حيث زادت مساحتها بشكل كبير، كذلك شهد المسجد النبوي العديد من التوسعات التي كلها أثر كبير في تغيير ونمو المدينة المنورة العمراني، ومنذ العشر سنوات الماضية تسابق العلماء والمختصين والباحثين في تدوين وتسجيل تراث المدينة المنورة في كم ونوعية لم تحدث على طول تاريخ هذه المدينة المقدسة.
ويرجع ذلك إلى عدة عوامل منها التغيرات السريعة والعديدة التي شهدتها المدينة المنورة في نموها العمراني، كذلك ما تمثله هذه المدينة من قدسية ومحبة لدى جميع مسلمي العالم قاطبة، مما حدا بالجميع إلى التسابق لتسجيل تراثها في جميع المجالات ليبقى محفوظاً للأجيال القادمة.
كما أن الله منح المدينة المنورة موقعاً جغرافياً مميزاً كذلك تميزت بخصوبة تربتها وكذلك بالمياه الوفيرة، مما جعلها مدينة محمية بطبيعتها، حيث إن المدينة محاطة بسلسة من الهضاب والجبال والأودية، وهذا الأمر جعلها موقعاً حصيناً يصعب أي مغير اقتحامه، حيث الأحداث التي حصلت في غزوني الخندق وأحد وما لعبه الموقع من دور كبير في التخطيط لتلك الغزويتين يؤكد ذلك.
كما إن المطلع على الموقع أو عن طريق الصور الجوية يجد أن مئات الجبال تحيط بها من جميع الجهات، وهذه التكوينات الجبلية تنتمي إلى جبال الدرع العربي، والتي تتكون من الصخور الكتمية الصلبة.