عمارة جامع المنصور في بغداد

اقرأ في هذا المقال


شيده المنصور ملاصقاً لقصر باب الذهب في وسط المدينة، وهي ظاهرة في التخطيط بدأت في المدينة المنورة على عهد رسول الله، ثم استمرت فيما تلى ذلك من مدن ناشئة كالكوفة والبصرة، وكان بناؤه باللبن والطين، وكانت مساحته عند تشييده تعادل ربع مساحة القصر الملاصق له أي 100 متر في مثلها، ويقوم سقفه على أعمدة من الخشب اسطوانية الشكل،، حيث ان كل عمود يتكون من قطعتين مستديرتين المقطع ملتصقتين بالغراء وجنبات الحديد وكل الأعمدة من الخشب ما عدا خمسة او ستة عند المنارة، وبكل أسطوانة تاج مدور مصنوع من قطعة خشبية واحدة موضوعة فوق الطرف العلوي للأسطوانة كأنها طبل.

خصائص عمارة جامع المنصور في بغداد

قيل أن القبلة في جامع المنصور كانت تحتاج إلى تحويل بسيط نحو باب البصرة، وأن قبلة الجامع الذي شيد بعد ذلك بالرصافة كانت أدق منها، وظل جامع المنصور على حاله كما شيده المنصور نحو نصف قرن من الزمان، ثم أمر هارون الرشيد هدمه وإعادة بناءه بالآجر والجص وقد بدأ هذا التجديد عام 192 هجري وانتهى نه عام 193 هجري، وسجل ذلك في كتابه بالجمع تضمنت أسماء البنائين والمعماريين وتاريخ البناء وظلت الكتابة باقية حتى عام 458 هجري حين ألف الخطيب البغدادي كتابه عن تاريخ بغداد، وهو مصدرنا الأساسي من وصف هذا الجامع.

وصف عمارة جامع المنصور في بغداد

ولما ضاق المسجد بالمصلين أضيفت إليه نحو عام 261 هجري دار مجاور له تعرف باسم دار القطان وكانت قدياً ديوان للخليفة المنصور فأصبحت بيت الصلاة في الجامع وأصبحت المساحة القديمة جزءاً من الصحن، وفي عام 280 هجري قيل للخليفة أن المسجد الجامع في مدينة المنصور قد ضاق بالمصلين حتى اضطروا إلى الصلاة في أماكن لا تجوز الصلاة بها مثل دار القطان، فأمر الخليفة بتجديد الجامع وتوسيعه وأضاف إليه جزءان من قصر الذهب وفتح 17 عقداً في الجدار الذي يفصل الجامع عن القصر وكانت 13 عقداً تؤدي إلى الصحن وعقود الرواقين وأمر الخليفة بتجديد المنبر والمحراب والمقصور وتجميلها.

وظل جامع المنصور معموراً بالصلاة طوال القرون الخمسة من العصر العباسي في بغداد وكان لا يزال أكبر الجوامع في بغداد حين زارها ابن جبير عام 1184 هجري.


شارك المقالة: