عمارة جامع الناقة في ليبيا

اقرأ في هذا المقال


إنه من أهم المساجد في مدينة طرابلس، كما أنه يواجه وسعاية الفنيدقة، وهي زقاق في المدينة القديمة ينعطف في نقطة معينة ليكون زاوية شبه قائمة يقع الجامع على رأسها.

خصائص جامع الناقة في ليبيا

تبدو عمارة المسجد لأول وهلة كأنها مسجد من النوع العثماني مع ما فيه من فصل تقليدي بين بيت الصلاة وبين الصحن، إلا أن مختلف العناصر التي تتكون منها أروقة الصحن لا تنتهي في أعلاها بسلسلة من القبيبات المتحاذية، ولكنها جاءت مكللة بتشكيلة من القبوات المتقاطعة.

وعلى العكس من ذلك فإن القبيبات التي خلا منها الصحن نجدها تسقف بيت الصلاة، غير أن هذا النوع من السقوف في أي مسجد عثماني تقليدي ينبغي أن يشتمل على قبة مركزية كبيرة منتصبة على شطري قبة أو أربعة أشطر.

إن الفضاء الداخلي في جامع الناقة ينقسم إلى تسعة وأربعين عنصراً يعلو اثنين وأربعين منها عدد مماثل من القبيبات طبقاً للنموذج الذي تم تسميته (ليبياً)، كما أن الصحن إذا بذلنا مزيداً من العناية في تفحصه بدا لنا كمسجد من اللون التقليدي العتيق المفضل لدى المدرسة المغربية، قد اتخذ الصحن هيئة مسجد تقليدي عتيق بالمعنى الصحيح.

وصف جامع الناقة

خلافاً للنظام الهندسي الذي يتحلى به الصحن فإن موقع الحوض يبدو لا مركزياً، كما أن التأمل في الصحن يثير مزيداً من الخواطر الأخرى إذ تبدو أعمدة الجزء الأقدم واردة من نفس منشأ أعمدة بيت الصلاة أي أنها لقيطة، ولكنها وضعت في عمل نسق هندسي أدق لدرجة أنها جاءت غير مصطفة مع أعمدة بيت الصلاة.

كما أن المهارات التي أنشأت الصحن ليست هي ذاتها التي قامت ببناء بيت الصلاة، ويحدثنا التيجاني (روائي) أن الجامع الذي شاهده في القرن الرابع عشر الميلادي كان كبيراً جداً.

وإذا دخل المرء إلى الجامع عبر الممشى فإنه يصل إلى الميضأة التي تم بناؤها وجرى تجهيزها حديثاً، كما أن الجدران الحاوية يعود عهد إقامتها على الأرجح إلى سنة 1610 ميلادي شأنها في ذلك شأن بقية أجزاء العمارة، كما أنه يتكون سقف الميضأة من قبوتين مستطيلتين متوازيتين يدعمها الجدار الخارجي والأعمدة.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: