عمارة جامع جمعة مرزوق في فزان

اقرأ في هذا المقال


نشر الفاتحون المسلمون في القرون الأولى نوعاً بدائياً من المساجد منحدراً من القاعة التي أقامها عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط، ورغم أنه بني في العهد التركي يعتبر جامع مرزوق ضمن هذا الصنف من المساجد؛ وذلك لأنه ربما شيد على أطلال مسجد عتيق، ولأن النماذج الإنشائية تتطور ببطء بالغ في المناطق النائية المحرومة من أي تراث، حيث تندر المهارات الفنية.

خصائص جامع جمعة مرزوق في فزان

إن هذا الجامع إنجاز من البساطة، كما أنه يتميز باتساعه وتركيبه العادي اللذين يشكلان فيه العاملين المثيرين للاهتمام، وأنه يشتمل بالدرجة الأولى على بيت الصلاة مستطيل يبلغ بعداه 22×19 متراً جاء سقفه مسطحاً بهيكل خشبي يرتكز على خمس وعشرين عامة تقع برؤوس مربعات تشبه الرقاع الشطرنجية.

وجاءت الدعائم المذكورة مربعة وقصيرة وبحروف مستديرة لإخفاء قلة تماسك المواد مع العلم بأنها تنقصها القواعد والتيجان وبأنها تدعم أقواساً تكاد تكون في شكل القطع المكافئ ممتدة في الاتجاهين المتعامدين.

وإن من شأن انخفاض السقف وضآلة الضوء أن يدعوا إلى التأمل والعبادة، إذ يشعر المرء في هذا الجامع بشيء من الجو السائد في جامع الناقة، إلا أن ضخامة الدعائم تحد من الرؤية وتحدد حصولها من زاويتين فقط، وإذا ألقينا نظرة جانبية على كتل البيان بدت لنا مختلفة وملتبسة بعضها ببعض لدرجة أن الدعائم والأقواس تخيل لنا كأنها فوهات انفاق ويشعرنا هذا الانطباع بأننا في جوف متاهة.

وصف جامع جمعة مرزوق في فزان

لقد جاءت هذه العمارة مجردة من معالم الزخرفة سواء في الداخل أو في الخارج، وحتى المحراب فيها انحصر في جوفة تكاد لا تلاحظ في سمك الجدار، ولا يوجد في الوقت الراهن أي أثر للمنبر الذي لا بد من أنه كان قائماً في الماضي، وذلك لأن اسم المسجد يدل بوضوح على أن شعيرة صلاة الجمعة كانت تقام في رحابه.

إن هناك صحناً مستطيلاً يتصدر بيت الصلاة الذي يحاذيه مدفن وميضأة وبعض المرافق الأخرى، وفي الركن الجنوبي الشرقي تقوم مئذنة مستديرة يتناقص قطر قاعدتها من أسفل إلى أعلى وتنتهي في قمتها ببرنس مخروطي الشكل راسه ذو زاوية منفرجة جداً.


شارك المقالة: