عمارة جامع عثمان في ليبيا

اقرأ في هذا المقال


يوجد في ليبيا مسجدين فقط يتسم بيت الصلاة في كل منهما بالطابع العثماني، أي أنه مكون من قاعة فسيحة مربعة تحتوي على أربعة دعائم ضخمة تحط عليها قبة مركزية، وحول هذه القبة تلتف حول قباب أخرى أصغر حجماً كروية أو شبه بيضية، إن الإنجازين الأثريين الذين نعنيهما هما جامع عثمان والجامع العتيق وكلاهما موجد في مدينة بنغازي.

خصائص جامع عثمان في ليبيا

يمكن أن نقارن بيت الصلاة في جامع عثمان مع نظيره في جامع السلطان أحمد الأول في إسطنبول لكي تتضح صلة التشابه بين هذين الإنجازين بوضوح وجلاء، ومن الفروقات التصميمة بين الجامعين:

  • تطابق التقسيم المسطحي.
  • تطابق طريقة التسقيف وهي عبارة عن قبة مركزية لها قاعدة مستديرة قائمة على أربع دعائم ضخمة مع قبيبات ركنية نصف كروية وقبيبات شبه بيضية يتوازى محورها مع جوانب العمارة.
  • بالتالي تطابق تشكيل الفضاء الداخلي.

يمكنا بطبيعة الحال أن نلاحظ بعض الفوارق بين الإنجازين، ففي جامع عثمان مثلاً لا يوجد للصحن المألوف في المساجد العثمانية الذي يتصدر دوماً بيت الصلاة محتلاً مساحة شاسعة تضاهي مساحة بيت الصلاة نفسه، ولعل سبب إهماله كامن في حقيقة أنه عندما باشر البناة العمل في مشروع تجديد جامع عثمان كان الأخير جامعاً عتيقاً وصغيراً يحيط به.

وصف جامع عثمان في ليبيا

كما أن الفرق بين جامع عثمان والجوامع التركية المنحدر هو منها ما يتمثل في أبعاد الأول بالنسبة إلى أبعاد الأخيرة، ولأول وهلة يبدو هذا الاختلاف كاختلاف في الكم، ولكنه في الواقع اختلاف نوعي محض، إذ أن سحر المسجد العثماني يمكن أغلبه فعلاً في الضخامة الحقيقة أو المستوحاة التي يمتاز بها فضارها الداخلي الذي ترفع من قيمته القبة العظيمة المنتصبة على ارتفاع يكون في أغلب الأحيان شاهقاً جداً، وإن الحد من الفضاء الداخلي المتناهي لمسجد تركي في حجم جامع عثمان يعني بوضوح إلغاء أبهى ما يتحلى به من مزايا.

لقد اشتملت زخرفة الجامع بالدرجة الأولى على طنوف وأطرار وحليات معمارية أخرى تظهر في أغلب الأحيان بألوان زاهية من المحتمل أن تكون قد دهنت بها منذ عهد قريب وأعيد طلائها مرات متواترة، كما جاءت المئذنة ببدن اسطواني ذي قنوات.


شارك المقالة: